الإغاثة الطبية لراية: ساعات حاسمة قد تشهد موتا جماعيا في غزة

حذّر الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الوضع الصحي والإنساني دخل مرحلة حرجة، مع ازدياد حالات سوء التغذية، وانعدام الرعاية الطبية، وتوقف المراكز الصحية عن العمل بسبب نفاد الوقود.

وقال أبو عفش في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إن "الوضع في غزة أصبح مأساويًا بالكامل، المستشفيات والمراكز الصحية تستقبل يوميًا مئات الحالات من الأطفال والنساء وكبار السن، يعانون من إنهاك شديد وإغماء وسوء تغذية حاد. للأسف حتى من يعتبرون أصحاء، أصبحوا غير قادرين على التحمل".

وأكد أن الساعات القادمة حاسمة، مع توقف 4 مراكز صحية بشكل كامل، وعمل المستشفيات المتبقية بنسبة لا تتجاوز 30% من طاقتها، مشيرًا إلى "نفاد كامل للمحاليل الطبية والأدوية، وشح بالغ في الوقود الذي يشغّل المولدات".

أطفال جائعون ومياه ملوثة

وأوضح أبو عفش أن هناك "انعدام تام في توفر حليب الأطفال، ما يجعل حياة الرضع في خطر كبير"، مضيفًا: "نشهد حالات مرضية خطيرة بدأت بالظهور مجددًا، منها أمراض عضلية، التهابات سحايا، إسهال دموي، ومشاكل نتيجة التلوث، وهي أمراض لم نشهدها منذ سنوات".

وأشار إلى أن قطاع غزة يواجه تهديدًا جماعيًا "بالموت جوعًا ومرضًا"، وأن كل سكان القطاع، البالغ عددهم أكثر من مليوني إنسان، يعانون من الجوع والعطش والمرض، بمن فيهم الطواقم الطبية نفسها.

حديث عن جيل كامل يواجه الخطر

تحدث د. أبو عفش بأسى عن جيل كامل من الأطفال و60 ألف امرأة حامل في غزة "سيولد أطفالهن مرضى، وسيعانون من نقص الغذاء والرعاية"، محذرًا من انهيار نفسي وجسدي تام بات يطال الجميع، حتى الطواقم الطبية نفسها.

وختم حديثه برسالة صادمة، قائلاً: "نشاهد يوميًا مئات الأطفال يتوافدون إلى مراكزنا وهم يعانون من إسهال دموي وآلام شديدة، دون أن تتوفر لدينا الإمكانيات لتشخيص أو علاج الكثير من الحالات... القطاع على شفا كارثة غير مسبوقة".