الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:18 AM
الظهر 12:46 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:45 PM
العشاء 9:12 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| الهدنة تحت المجهر.. هل تفتح أبواب الغوث أم تغلق ملف التجويع؟

بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة الحصار والتجويع الممنهج، جاء إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن هدنة إنسانية جزئية للسماح بدخول المساعدات، في خطوة رأى فيها محللون محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والضغوط الدولية المتزايدة، لا سيما من الشعوب الأوروبية التي خرجت تندد بصمت حكوماتها.

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إبراهيم الدراوي، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إن موافقة إسرائيل على الهدنة الإنسانية جاءت نتيجة للمشاهد الصادمة التي وصلت للعالم، والتي وثّقها الإعلام العربي والدولي والمجتمع المدني العربي، خاصة مشاهد الجوع والموت التي تعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة.

وأضاف الدراوي أن التحرك الشعبي الأوروبي كان العامل الأساسي الذي أجبر الاحتلال الإسرائيلي والحكومات الغربية على اتخاذ خطوات عملية تجاه حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن ضغوط دول كفرنسا وبريطانيا وألمانيا ساهمت في الوصول إلى هذه الهدنة.

وأوضح أن الاحتلال يمارس تجويعًا ممنهجًا في غزة لا يستهدف فقط إنهاء المقاومة، بل يهدف إلى القضاء على كل مقومات الحياة والبنية التحتية، بل وعلى الوجود الفلسطيني برمته، مؤكدًا أن ما يجري هو تطهير عرقي صريح تُعاقب عليه القوانين الدولية.

وتابع: "رأينا دماء الفلسطينيين تختلط بالدقيق، وكانت هذه الصورة الصادمة هي ما حرّك الشعوب الغربية وأجبر حكوماتها على الضغط على إسرائيل".

وأردف الدراوي: "لا يمكن إنكار أن مواقف فرنسا وتصريحات الرئيس ماكرون لعبت دورًا مؤثرًا، وكذلك تحرك الشارع الأمريكي والغربي بشكل عام، ما شكّل ضغطًا حقيقيًا على إدارة بايدن، التي بدورها مارست ضغطًا على إسرائيل للقبول بالهدنة".

وأكد أن هذه الخطوة لم تكن لتحدث لولا الضغط الأمريكي المباشر، لأنه – وببساطة – من دون هذا الضغط، لم تكن إسرائيل لتسمح بأي مبادرة إنسانية.

وبشأن إدخال المساعدات لفترة محدودة، قال الدراوي إن هذه الخطوة غير كافية ولن تهدئ من حالة الغضب الشعبي، لأن ما يُطلب اليوم هو فتح كامل للمساعدات، وتوفير اكتفاء حقيقي لأهل غزة.

وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني لعبت دورًا في كشف حجم الكارثة، حيث تظهر الإحصاءات أن نحو 600 ألف فلسطيني وصلوا إلى حد الجوع المفضي إلى المرض.

وأضاف: "إسرائيل ظهرت في هذه المرحلة بوجهها القبيح أمام العالم، ليس فقط بسبب عدد الشهداء، بل لأن تجويع الأطفال والنساء والشيوخ هو ما هزّ الضمير العالمي".

وشدد الدراوي على أن "ما أثّر في الغرب لم يكن استشهاد مئة ألف فلسطيني، بل تجويع الناس بشكل ممنهج، وهو ما لم يعد الاحتلال قادرًا على إنكاره رغم محاولات التبرير والبروباغندا التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية بحق حركة حماس".

وتابع: "ما بعد الهدنة مرهون بالموقف الدولي، لكن هذه الهدنة هي انحناءة اضطرارية بسبب الضغط الغربي وليس لاعتبارات إنسانية كما يُروّج".

وحذر الدراوي من أن الاحتلال قد لا يلتزم بالهدنة طويلًا، لأنها لم تلتزم في السابق بأي اتفاق، لا حتى بالمعايير التي تفرضها على نفسها.

 

Loading...