رئيس بلدية غزة لراية: تشغيل محطة التحلية جيد لكنه غير كافٍ والكارثة مستمرة

وسط استمرار الحصار الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من أزمة مياه خانقة، مع انقطاع الإمدادات ونقص حاد في الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل محطات التحلية والآبار. وفي ظل هذه الظروف، أعلن الاحتلال عن إعادة تشغيل محطة لتحلية المياه جنوب القطاع، في خطوة اعتُبرت جزئية ولا تفي بحجم الحاجة الإنسانية.
في حديث خاص لــ"رايــة"، علّق الدكتور يحيى السراج، رئيس اتحاد بلديات قطاع غزة ورئيس بلدية غزة، على المزاعم التي نشرها جيش الاحتلال حول إعادة تشغيل محطة تحلية المياه جنوب القطاع، مؤكدًا أن "المياه والكهرباء مقطوعة منذ بداية العدوان، بالإضافة إلى الحصار الكامل الذي يشلّ كل مناحي الحياة، من قطع للوقود وغاز الطهي والطعام وحتى المساعدات الإنسانية".
وأضاف: "خط المياه الإسرائيلي لا يزال مقطوعًا عن مدينة غزة، وقد تعطل بسبب تلف كبير في الخط، ويحتاج إلى صيانة عاجلة لم نتمكن من تنفيذها منذ أكثر من عشرة أيام بسبب الوضع الأمني".
وعن تشغيل محطة التحلية، أشار السراج إلى أن "تشغيلها خطوة إيجابية وتخفف قليلًا من معاناة المواطنين، لكنها غير كافية إطلاقًا، فالحاجة أكبر بكثير، والمياه تبقى على رأس الأولويات، كوننا لا نستطيع إيصال الكميات والنوعية المناسبة لجميع سكان القطاع".
وأوضح أن المواطنين يعيشون على إمدادات تقلّ عن 30% من المعدل الطبيعي، بل أن حصة الفرد أحيانًا لا تتجاوز 5 لترات في اليوم، مضيفًا: "المواطنون مضطرون لحمل المياه على أكتافهم، حتى الأطفال والنساء، وهذا يفاقم المعاناة اليومية في كل بيت".
وتابع السراج: "ما زلنا نأمل أن تتوالى الخطوات الإيجابية تدريجيًا، ونأمل في تخفيف معاناة السكان في جميع القطاعات، لكن الأوضاع تبقى صعبة للغاية".
وفيما يتعلق بالعوامل التي قد تساهم في تحسين واقع المياه، أكد أن "تحقيق تقدم حقيقي يتطلب رفعًا كاملًا للحصار بكل أشكاله، لتأمين وصول الخدمة للمواطنين بشكل طبيعي. نحن بحاجة ماسة إلى صيانة آبار المياه التي دُمّر منها ما بين 70 إلى 80%، ونحتاج إلى قطع غيار ومولدات كهرباء لتشغيلها".
وأوضح أن "عودة التيار الكهربائي، أو على الأقل توفير مولدات كافية، يمثل أولوية، إلى جانب توفير الوقود اللازم لتشغيلها، وإصلاح خطوط المياه التي تعرّضت للتدمير بنسبة تصل إلى 70% من شبكة المياه".
وبيّن أن "عدد سيارات المياه قليل ومتهالك، وهي تحتاج إلى بطاريات وقطع غيار، بل إننا بحاجة إلى أسطول جديد من هذه المركبات. أملنا في الله كبير، والمواطنون ينتظرون يوميًا أن تتحسن حياتهم".
وفيما يخص صلاحية المياه المتوفرة حاليًا، قال السراج: "معظم المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب أو الاستخدام، فالآبار المتبقية إما شديدة الملوحة أو ملوّثة، ورغم ذلك يضطر المواطنون لاستخدامها بسبب الحاجة الشديدة، وهذا يسبب أمراضًا جلدية وتساقطًا للشعر ومشاكل صحية متعددة".
وأضاف: "الحل الأمثل هو التوسع في تحلية مياه البحر وتشغيل مزيد من المحطات، لكن معظمها حاليًا غير فعّال بسبب نقص الوقود وغياب الصيانة وقطع الغيار، وبعضها باتت تكاليف إصلاحه باهظة أو غير متوفرة تمامًا في ظل الحصار".