اتساع رقعة الإضراب عن الطعام نصرة لغزة.. وتفاعل شعبي من فلسطين والشتات

يتواصل الإضراب المفتوح عن الطعام في مدينة رام الله، لليوم السابع على التوالي، بمشاركة عدد متزايد من الشخصيات الوطنية والمواطنين، في مبادرة احتجاجية ضد استمرار المجاعة في قطاع غزة وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أكد الناشط السياسي عمر عساف أن الإضراب الذي بدأ صباح يوم الخميس الماضي بمشاركة 10 أشخاص، وصل حتى مساء أمس إلى 33 مضربًا في خيمة الاعتصام بمدينة رام الله، وسط انضمام يومي لمشاركين جدد من مختلف الأطياف.

وقال عساف: "ينضم للإضراب شخصيات وطنية وازنة، من أبرزهم الرفيق المناضل بشير الخيري، الذي يبلغ من العمر 83 عامًا، والرفيقة المناضلة ماجدة المصري، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، إضافة إلى المناضل عوني الرفاعي، والأسير السابق حسن ربيع من بلدة أبو ديس."

وأشار إلى أن خيمة الإضراب تشهد يوميًا زيارات متضامنين من مؤسسات وشخصيات، بينما بدأ الحراك يمتد إلى مدن أخرى. وأضاف: "في الخليل هناك نشطاء قد يعلنون إضرابهم اليوم، وهناك مشاورات في نابلس لإعلان إضراب جماعي عن الطعام يوم الخميس، بحسب ما أبلغنا به عدد من النشطاء."

وأوضح عساف أن التفاعل لم يقتصر على الضفة الغربية، بل امتد إلى الداخل المحتل، حيث أعلن عدد من الشخصيات البارزة مثل محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة، والشيخ رائد صلاح، وأحمد الطيبي، مشاركتهم في إضراب عن الطعام استمر لثلاثة أيام. كما زار بعضهم خيمة الإضراب في رام الله، موجّهين التحية للمضربين.

وأشار إلى أن التضامن تخطى حدود فلسطين، إذ انضم محمود بصل، الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في غزة، إلى الإضراب رغم صعوبة الوضع هناك. كما يشارك في الإضراب فلسطينيون من الشتات، بينهم حسن هواش (82 عامًا) من الولايات المتحدة، والناشطة يافا ومجموعة معها من الأردن.

وشدد عساف على أن "هدفنا هو رفع التجويع عن شعبنا في غزة، وإيصال المساعدات بشكل إنساني ودون إذلال"، مؤكدًا أن الإضراب يمثل صرخة ضمير، ورسالة للشعب الفلسطيني أولًا، وللعالم ثانيًا.

وفي ما يخص الوضع الصحي للمضربين، أوضح عساف أن تدهورًا بدأ يظهر على عدد منهم، إذ أجريت فحوص طبية لهم على مدار الأيام الماضية، من قبل طواقم من الإغاثة الطبية والمكتب الحركي، ومن المتوقع زيارة طواقم من الهلال الأحمر اليوم.

وأضاف: "انخفضت نسبة السكر عند عدد من الزملاء، منهم أنا، حيث وصلت إلى 66، كما بلغت عند الزميل أحمد غنيم 60، وسُجل انخفاض في ضغط الدم أيضًا لدى البعض." وذكر حالة السيدة "أم محمد"، التي طلب منها الأطباء وقف الإضراب بسبب وضعها الصحي، لكنها رفضت ذلك باكية وأصرت على الاستمرار.

وفي سياق توسيع رقعة التضامن، أشار عساف إلى دعوات للمشاركة الرمزية من المؤسسات والأفراد، حتى لو ليوم واحد. وقال: "اليوم ستنضم إلينا مؤسسات مثل مؤسسة خليل السكاكيني وجمعية إنعاش الأسرة، فكل مشاركة تُعتبر موقفًا وصرخة."

وأكد أن الفعالية اليومية في رام الله تتواصل أيضًا من خلال مسيرة شعبية ليلية تنطلق الساعة الثامنة مساءً وتعود إلى خيمة الاعتصام، في محاولة مستمرة لكسر الصمت والتفاعل مع الداخل والخارج.

وحول الدعوة إلى مسيرة كبرى في الثالث من آب، أشار عساف إلى أن هذه الفعالية تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لنصرة الأسرى، مؤكدًا أن رسالة المسيرة تشمل أيضًا التضامن مع غزة ورفض سياسة التجويع.

وختم عساف حديثه بالتأكيد على أهمية توحيد الجهود، قائلًا: "نحن معنيون بتكامل كل جهد فلسطيني، سواء في الداخل أو في الشتات، أو من الشعوب العربية التي بدأت تتحرك، من أجل الضغط على الحكومات لوقف المجزرة والمجاعة بحق أهلنا في غزة."