خاص| غزة تترقب توسيع العدوان وسط انهيار المنظومة الصحية

أكد الدكتور سعيد صلاح، المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض في غزة، أن الأزمة الغذائية ما زالت خانقة، وأن القطاع الصحي المتهالك يواجه تحديات هائلة مع تصاعد العدوان واستمرار حرمان السكان من أبسط مقومات الحياة.

وأوضح د. صلاح في حديث خاص لـ"رايــة" أن "المجاعة مستمرة منذ ما يقارب 22 شهرًا"، مشيرًا إلى أن وصول بعض المساعدات الغذائية مثل الطحين ساهم بشكل طفيف في التخفيف من الأزمة، لكنه لم يحل المشكلة. وأضاف: "الطحين وحده لا يكفي، فالأطفال بحاجة إلى بروتينات ودهون وعناصر غذائية أساسية غير متوفرة حاليًا".

وبيّن أن ما يصل من مساعدات يأتي بطرق "غير شرعية وغير رسمية"، وغالبًا لا يتوزع بشكل عادل، حيث لا يصل إلى الفقراء وكبار السن والنساء والأطفال، مما يضطر الكثير منهم لشرائه بأسعار مرتفعة.

وأكد في حديثه لراية أن "الوضع الغذائي ما زال صعبًا، والدليل أن أعداد المرضى المصابين بسوء التغذية تتزايد يوميًا"، موضحًا أن مركز التغذية في مستشفى أصدقاء المريض يستقبل يوميًا بين 200 و250 طفلًا دون سن الخامسة لفحوصات الكشف عن سوء التغذية.

وأشار إلى أن من 20 إلى 30% من هؤلاء الأطفال يعانون سوء تغذية حاد أو متوسط ويُدرجون في برامج العلاج، في حين أن النسبة كانت سابقًا لا تتجاوز 3 إلى 4%. وقال: "اليوم نتحدث عن سوء تغذية ناتج عن تجويع متعمد، وليس بسبب أمراض ثانوية كما في السابق".

وشدد د. صلاح على أن هذه المعضلة "مفروضة سياسيًا على الفلسطينيين"، موضحًا أن الشعب لم يعتد على ظروف الجوع المفاجئة، لذلك تأتي الاستجابة الجسدية والآثار الصحية أسرع وأشد خطورة.

وفيما يتعلق بواقع القطاع الصحي، قال المدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض لراية إن "الوضع الصحي في غزة متهالك ومنهار منذ 22 شهرًا، بسبب الحصار والحرب وغياب الأجهزة والمستلزمات الطبية".

وأضاف: "الأطفال يموتون لأننا لا نملك أدوية أساسية مثل كلوريد البوتاسيوم، وهو عنصر حيوي لعمل القلب والعضلات، وفي كثير من الحالات يصل الأطفال بمستويات خطيرة لا تسمح لهم بالعيش".