إسرائيل ترفض التقرير
لأول مرة.. الأمم المتحدة تعلن المجاعة في غزة

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، عن المجاعة في قطاع غزة، وذلك في أول إعلان رسمي من نوعه في الشرق الأوسط، وأكدت أنه كان يمكن تجنبها لولا "العرقلة الإسرائيلية الممنهجة"، وأضافت أن المجاعة في غزة "تلحق العار" بالعالم، فيما رفضت إسرائيل تقرير الأمم المتحدة.
ويستند إعلان الأمم المتحدة إلى تقرير منظمة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC) التي تعمل من قبل الأمم المتحدة من أجل تعزيز تحليل الأمن الغذائي والتغذية لاتخاذ قرارات مستنيرة، اليوم الجمعة، عن "أسوأ سيناريو محتمل للمجاعة في قطاع غزة".
وأفادت المنظمة بأن "قطاع غزة يشهد حاليا أسوأ سيناريو للمجاعة. فقد اشتد الصراع والنزوح، وانخفضت إمكانية الحصول على الغذاء وغيره من السلع والخدمات الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضافت أنه "تشير الأدلة المتزايدة إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض يُسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع. وتشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء في معظم أنحاء قطاع غزة قد بلغ حد المجاعة، بينما وصل سوء التغذية الحاد في مدينة غزة إلى حده الأقصى".
وشددت المنظمة على أنه "ارتفع معدل سوء التغذية بشكل سريع في النصف الأول من تموز/يوليو. وقد أُدخل أكثر من 20 ألف طفل إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب سوء التغذية الحاد، بين نيسان/أبريل ومنتصف تموز/يوليو، بينهم أكثر من 3000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد. وأفادت المستشفيات بزيادة سريعة في وفيات الأطفال دون سن الخامسة المرتبطة بالجوع، حيث سُجِّلت 16 حالة وفاة على الأقل منذ 17 تموز/يوليو".
وقالت المنظمة إنه "يجب اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال العدائية، وإتاحة استجابة إنسانية شاملة ودون عوائق، لإنقاذ الأرواح. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الوفيات والمعاناة الإنسانية الكارثية".
إسرائيل ترد
وردا على تقرير الأمم المتحدة، زعم ما يسمى "منسق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة، غسان عليان، وهو المسؤول الإسرائيلي المباشر عن تنفيذ قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع والتجويع المتعمد في القطاع، في بيان، أنه توجد في تقرير IPC "فجوات في الحقائق، واستخدام مصادر معلومات منحازة وذات مصالح مصدرها في حماس، وانعدام دقة جوهري".
وكان متوقعا أن ترفض إسرائيل أدلة على جريمتها بتجويع الغزيين، وادعى البيان أنه "نرفض بشدة أنه توجد مجاعة في قطاع غزة وخاصة في مدينة غزة. وثبت أن تقارير وتقييمات سابقة صادرة عن IPC كانت غير دقيقة ولا تعكس الواقع الميداني. والتقرير تجاهل عن قصد المعطيات التي نقلت إلى كاتبيه خلال لقاءات سبقت نشر التقرير".
وزعم البيان أيضا أن التقرير استند إلى "تقديرات مشبوه بها للأونروا، وذلك من أجل إنشاء تكهنات وتشويه حقائق لا تمس بمصداقية IPC فقط، وإنما تعكس تلك الخطة التي رأيناها منذ 7 أكتوبر، عندما سارعت مؤسسات ووسائل إعلام محترمة إلى الترويج لأكاذيب وروايات كاذبة ضد إسرائيل".
وفيما أعلنت أكثر من 100 منظمة دولية، الأسبوع الماضي، أن معظمها لم تتمكن من إدخال أي شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ مارس/آذار الماضي، ادعى بيان الجيش الإسرائيلي أن "تقرير IPC تجاهل الارتفاع المتواصل في تزويد الطعام والماء والمساعدات الطبية في الأشهر التي تطرق إليها التقرير، وفي الأسابيع الأخيرة خاصة".
ونقل البيان عن عليان، في محاولته للدفاع عن نفسه، زعمه أن "تقرير IPC يستند إلى مصادر جزئية وليست موثوقة، والكثير منها يتماهى مع حماس، ويتجاهل بشكل فظ الحقائق والجهود الإنسانية الواسعة التي تقودها دولة إسرائيل وشركاؤها في المجتمع الدولي...".