خاص | المرأة الغزّية تعيش أصعب المراحل في تاريخها
أكدت الصحفية صفاء الحسنات، عضو لجنة الجندر في نقابة الصحفيين من قطاع غزة، أن المرأة الغزّية تعيش اليوم واحدة من أصعب المراحل في تاريخها، في ظل حرب إبادة مستمرة منذ أكثر من عامين، جعلتها تتحمل أعباء مضاعفة تفوق طاقتها الجسدية والنفسية، بعد أن فقدت المعيل وأصبحت خط الدفاع الأخير عن أسرتها وسط الموت والجوع والحصار.
وأوضحت الحسنات في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن النساء في غزة يمكن تقسيمهن إلى شرائح الأكثر هشاشة، وتشمل النساء الحوامل، الأرامل الشابات، كبار السن، ذوات الإعاقة، والمصابات بالأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن كل شريحة تواجه معاناة مضاعفة:
النساء الحوامل: يعانين من سوء التغذية وانعدام الرعاية الطبية، ما أدى إلى ارتفاع نسب الإجهاض والوفاة أثناء الولادة بأكثر من 300%. كثيرات يلدن في ممرات المستشفيات أو مراكز الإيواء دون أدوات طبية أو تعقيم، وبعضهن يتعرضن لاستئصال الرحم بسبب النزيف الحاد.
ذوات الإعاقة: يواجهن صعوبة بالغة في النزوح والوصول إلى المساعدات أو أماكن آمنة، ما يجعل حياتهن أكثر عرضة للخطر في ظل غياب التجهيزات الملائمة والدعم النفسي والاجتماعي.
الأرامل الشابات: أكثر من 13,900 امرأة فقدن أزواجهن منذ بداية الحرب، معظمهن في سن صغيرة، واضطررن فجأة لتحمل مسؤولية إعالة أسرهن وأطفالهن وسط ظروف قاسية.
المصابات بالأمراض المزمنة والسرطان: محرومات من العلاج والدواء، وبعضهن يفقدن حياتهن بصمت نتيجة انعدام الخدمات الصحية الأساسية وانهيار النظام الصحي.
كما أشارت الحسنات إلى أن المجاعة الممنهجة جعلت الأمهات غير قادرات على توفير الغذاء لأطفالهن أو لأنفسهن، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى نحو 100 شيكل، ما دفع العائلات إلى الاكتفاء بوجبات ضئيلة أو غير صحية. وأضافت أن الاعتماد على الحطب والبلاستيك لإشعال النار في الطهو تسبب في انتشار أمراض صدرية وجلدية بين النساء، إلى جانب الإرهاق النفسي المستمر.
ولفتت إلى أزمة أخرى مسكوت عنها تتعلق بحرمان أكثر من 600 ألف امرأة وفتاة من مستلزمات النظافة الشخصية الخاصة بالدورة الشهرية، ما يضطرهن لاستخدام قطع قماش غير آمنة تؤدي إلى التهابات ومضاعفات صحية خطيرة.
واختتمت الحسنات بالتأكيد على أن المرأة الغزية تواجه حرباً على جسدها وصحتها وكرامتها، لكنها رغم ذلك ما زالت تصمد وتكافح من أجل البقاء، معتبرة أن دعم النساء في غزة يجب أن يكون أولوية إنسانية عاجلة.