خبير عسكري لراية: استدعاء 60 ألف احتياط يكشف تناقض إسرائيل بين حرب قصيرة وأخرى طويلة
بدأت إسرائيل اليوم باستدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط استعداداً لما تسميه "معركة غزة"، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول طبيعة العملية العسكرية المرتقبة، وأبعادها الزمنية والسياسية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي د. نضال أبو زيد في حديث خاص لرايــة"، إن "هناك خللاً كبيراً في قدرة الاحتلال على المواءمة بين استدعاء هذا العدد الضخم من الجنود وبين الحديث عن عملية عسكرية قصيرة"، موضحاً أن تجميع وتجنيد 60 ألف جندي يحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن شهرين ونصف وفق أنظمة التجنيد في جيش الاحتلال.
وأضاف: "الإعلام العبري يتحدث عن عملية عسكرية قصيرة، لكن في الواقع هذه القوات ليست موجهة فقط لغزة، وإنما سيتم توزيعها على الجبهات مع لبنان وسوريا، مع سحب القوات النظامية لتعويض هذا النقص"، مشيراً إلى أن نحو 30 إلى 40% من المطلوبين للاحتياط يعزفون عن الخدمة العسكرية حالياً.
وأكد أبو زيد أن هذا التضارب يفسر سبب دفع المستويين الأمني والعسكري باتجاه المسار الدبلوماسي، على عكس نتنياهو الذي يصر على عملية سريعة تحقق أهدافاً سياسية في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وذلك للهروب من الضغوط المالية والداخلية وكذلك الأمريكية التي تتزايد بسبب الجرائم المرتكبة في غزة.
وحول ما يعرف بـ"المعركة القصيرة" التي يريدها نتنياهو، قال أبو زيد إن "السوابق التاريخية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة تظهر عقدة الثلاثة أشهر"، موضحاً أن العمليات السابقة مثل "السيوف الحديدية" و"عربات جدعون" استمرت لذات المدة، وهو ما يسعى نتنياهو لتكراره.
وتابع: "لكن عسكرياً، لا يمكن تحقيق ذلك. إذا كان جيش الاحتلال ما زال يقاتل في تسعة كيلومترات مربعة فقط في حي الزيتون، فماذا سيفعل في 54 كيلومتراً مربعاً هي مساحة غزة المدينة؟ الهدف الحقيقي وفق المخطط العسكري هو التوجه نحو مخيمات الوسط مثل النصيرات والبريج ودير البلح والمغازي".
وأشار أبو زيد إلى أن "المعركة طويلة وفق تقديرات الجنرالات، لكن المستوى السياسي يريدها قصيرة، وهو ما يكشف إخفاقاً في تقدير موقف الاستخبارات حول قدرات المقاومة"، لافتاً إلى أن خسائر الاحتلال في حي الزيتون كانت أكبر مما أُعلن، وأن الحديث عن فقدان 100 جندي في معركة غزة هو مجرد "فاتورة تكاليف" تقديرية غير دقيقة.
وختم بالقول: "في حال استمرت المعركة لثلاثة أشهر فقط كما يريد نتنياهو، فإن الرقم سيكون أعلى بكثير، خصوصاً في ظل التحصينات والدفاعات الهندسية التي أعدتها المقاومة داخل غزة".