هل تهديدات نتنياهو بالاجتياح البري للبنان مجرد ضغط نفسي أم خطوة وشيكة؟

خاص - راية 

أكد العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي من لبنان، أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن اجتياح بري جديد للجنوب ليست مجرد حرب نفسية، بل تأتي ضمن استراتيجية عسكرية إسرائيلية تقوم على فرض القوة لتحقيق ما عجزت عنه سياسياً.

وقال ملاعب في حديثه لإذاعة "راية" إن إسرائيل تسعى إلى تكرار تجربة المنطقة العازلة في سوريا عبر فرض واقع جديد في جنوب لبنان، يتمثل في توسيع نطاق سيطرتها ومنع وجود جيش نظامي، والاكتفاء بشرطة محلية تحت إدارتها غير المباشرة.

وأضاف: "الاحتلال يحاول فرض شروطه على لبنان، وأبرزها تجريد حزب الله من سلاحه، ملوحاً بالاجتياح البري إذا لم تتم الاستجابة".

وأشار إلى أن هذه التهديدات تحظى بـ دعم أمريكي واضح، لافتاً إلى أن واشنطن قدمت مؤخراً مليارات الدولارات لإسرائيل، إضافة إلى آلاف العربات القتالية، ومئات الطوافات والجرافات التي استُخدمت في تدمير غزة، ما يعكس "خطاً أمريكياً استراتيجياً تتولى إسرائيل تنفيذه في المنطقة".

وحول احتمالات التصعيد، استبعد ملاعب قدرة الاحتلال على تنفيذ مناورة برية طويلة الأمد في لبنان، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي "ذَاق الأمرّين في جنوب لبنان قبل انسحابه عام 2000، وهو يعاني اليوم في غزة حيث يتكبد الخسائر عند كل محاولة تقدم".

وأضاف: "لبنان يملك مقاومة كبيرة ستجعل بقاء الاحتلال أمراً مستحيلاً، كما كان الحال في السابق".

أما عن أهداف الاحتلال، فقد أوضح أنها تتجاوز الجانب العسكري لتشمل طماعاً استراتيجية مثل السيطرة على مياه الليطاني والتوسع في مناطق جبل الشيخ، مؤكداً أن "العقلية التي يقود بها نتنياهو تعكس عنجهية وتطرفاً، لكنها ستصطدم حتماً بمقاومة الشعب اللبناني".

وحول ملف سلاح حزب الله، قال ملاعب: "الحزب لم يخرج عن إرادة الدولة اللبنانية، بل جرى تفاهم على حصر السلاح لا نزعه، بحيث يبقى في أماكنه على أن تعود عائديته تدريجياً للجيش اللبناني، بموافقة الحزب، وليس بالقوة أو بفرض حرب أهلية".

وختم الخبير العسكري بالقول إن "إسرائيل قد تلوّح بالاجتياح، لكن كلفة بقائها في لبنان ستكون أثقل مما تتوقع، كما هو الحال في غزة".