جاد كنعان الطويل: من يولد مع الألم يمكنه أن يصنع الأمل

في حلقة مميزة من برنامج "ضيف الرايــة" عبر شبكة رايـــة الإعلامية برعاية شركة جوال، استضافت الإعلامية آلاء مرار الناشط المجتمعي والإعلامي جاد كنعان الطويل، رئيس الهيئة الإدارية للجمعية الفلسطينية لأمراض نزف الدم، في حوار إنساني عميق تناول مسيرته الشخصية والمهنية الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في خدمة الإنسان والعمل التطوعي والإعلامي.
جاد الطويل، ابن مدينة القدس والمقيم في البيرة، وُلد مصابًا بمرض الهيموفيليا (نزف الدم الوراثي)، وهو المرض الذي شكّل منذ طفولته تحديًا يوميًا وتجربة قاسية عاشها بين الألم والعزيمة.
فقد عانى من نزيف متكرر في المفاصل والعضلات وغياب العلاج الملائم في فلسطين آنذاك، ما أدى إلى تلف في الكبد اضطره لاحقًا إلى إجراء زراعة كبد ناجحة في الولايات المتحدة قبل 18 عامًا، جعلته من أوائل المرضى الذين تعافوا من الهيموفيليا عبر هذه العملية.
وقال الطويل خلال اللقاء: "خلال 18 سنة بعد العملية، تناولت نحو مئة ألف حبة دواء… وما زلت حتى اليوم أتناول الأدوية يوميًا. لا تصل لمرحلة الاعتياد، بل لمرحلة التساؤل: لِمَ أنا؟ ولكن في الوقت نفسه، تدرك أنك لا تستطيع العيش دونها، لذلك تناضل لتوفير العلاج لنفسك ولغيرك."
هذا الوعي دفعه لتأسيس الجمعية الفلسطينية لأمراض نزف الدم عام 1994 بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، بعد تجربة غنية عاشها في الولايات المتحدة حيث رأى كيف تُدار الجمعيات هناك لخدمة المرضى. واليوم، تعمل الجمعية مع أكثر من 600 مريض موثّق في الضفة وغزة، وتغطي 13 نوعًا من أمراض نزف الدم، رغم محدودية التشخيص والعلاج.
تحدث الطويل أيضًا عن تجربته المهنية في مجالات العمل الإنساني والإعلامي، من عمله مع شبكة الجزيرة في أميركا إلى إدارته جمعية ومستشفى الهلال الأحمر ثم مستشفى بريمير التخصصي، مؤكدًا أن العمل الإنساني "يُعمّق النظرة للحياة" ويمنح الإنسان معنى حقيقيًا للوجود.
كما كشف خلال اللقاء عن كتابه الجديد الذي يكتب سيرته الذاتية باللغتين العربية والإنجليزية، موثقًا رحلته من الألم إلى الأمل، وناقلًا معاناة المرضى الفلسطينيين وتجربة الاغتراب، ومبينًا أهمية إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم.
وقال: "لا أكتب للّايكات أو المشاركات، بل لأترك أثرًا حقيقيًا يعرّف الآخر على معاناة الإنسان الفلسطيني والمغترب والمريض."
وأشار الطويل إلى أنه أنهى أكثر من 35 فصلًا من الكتاب، وينتظر ناشرًا لتقديم العمل للجمهور قريبًا.
وفي ختام اللقاء، دعا الطويل الشباب إلى العمل التطوعي وخدمة المجتمع، مؤكدًا أن التطوع هو "لبّ الحياة" وأن العطاء لا يُقاس بالمال بل بالنية والفعل. كما ثمّن دور المؤسسات الإعلامية، خصوصًا "رايـــة"، في إيصال الأصوات الإنسانية وتسليط الضوء على قصص الإصرار الفلسطيني.
"تجربتي رسالة أمل: من يولد مع الألم يمكنه أن يصنع الأمل، فقط إن قرر أن يعيش ليخدم الآخرين.