خاص| عامان من حرب الإبادة يحوّلان غزة إلى منطقة منكوبة.. البطالة تتجاوز 80%

خاص - راية

حذّر مدير دائرة إحصاءات التجارة الخارجية في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حسام خليفة، من أن قطاع غزة يعيش حالة "انهيار شامل"، بعد مرور عامين على حرب الإبادة التي خلّفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية، ورفعت معدلات البطالة إلى أكثر من 80% في حين تجاوز عدد الشهداء 69 ألفًا، والجرحى 170 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وقال خليفة، في حديثه لإذاعة "راية" إن "قطاع غزة تحوّل إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، إذ تشير البيانات الأولية إلى أن أكثر من 100 ألف مبنى دُمر بشكل كلي، وقرابة 192 ألف مبنى تضرر جزئيًا، أي أن نحو 90% من سكان القطاع أصبحوا بلا مأوى ويعيشون في ظروف إنسانية قاسية داخل مخيمات وخيام مكتظة".

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي دمّر البنى التحتية بما في ذلك الطرق والمدارس والجامعات والأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن نحو 130 كيلومترًا مربعًا من أصل 150 من الأراضي الزراعية أُتلفت، ما أدى إلى شلل شبه كامل في القطاعات الإنتاجية. وأضاف أن أكثر من 80% من المنشآت الاقتصادية في غزة تعرضت للدمار الكامل، ما أدى إلى توقف الإنتاج بشكل تام.

وفيما يتعلق بالمياه، قال خليفة إن نصيب الفرد في قطاع غزة لا يتجاوز 6 لترات يوميًا من المياه الصالحة للشرب، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والمقدر بـ15 لترًا للفرد يوميًا، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأشار إلى أن أسعار السلع ارتفعت بنسبة 500% خلال العامين الماضيين، نتيجة الإغلاق الكامل للمعابر ونقص الإمدادات، ما فاقم حالة انعدام الأمن الغذائي التي يعاني منها نحو 96% من سكان القطاع، في ظل ظروفٍ تقترب من المجاعة الكاملة.

كما أوضح خليفة أن الضفة الغربية تأثرت بدورها بالعدوان والحصار، إذ وصلت نسبة البطالة فيها إلى 34%، بعد حرمان عشرات آلاف العمال من دخول أماكن عملهم في الداخل المحتل، مؤكدًا أن نحو 550 ألف فلسطيني أصبحوا عاطلين عن العمل في الضفة وغزة معًا.

وفي سياق آخر، تناول خليفة واقع الاتصالات في غزة خلال الحرب، مشيدًا بجهود شركات الاتصالات الفلسطينية التي واصلت تقديم الخدمة رغم الدمار، موضحًا أن الجهاز استخدم بيانات "الإشارات الخلوية" (CDRs) بالتعاون مع شركات الاتصالات لمتابعة حركة النزوح السكاني، والتي أظهرت وجود أكثر من 500 ألف مواطن في شمال القطاع رغم مزاعم الاحتلال بإخلائه.

وأكد خليفة أن الجهاز المركزي للإحصاء يواصل جهوده لتوفير بيانات دقيقة وشفافة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستركّز على جمع بيانات تفصيلية عن الواقع الإنساني والاقتصادي في غزة لإعادة بناء قاعدة معلومات وطنية تعكس حجم الكارثة.