خاص| "منع الخيام وتجويع مقصود".. الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات إلى غزة بذريعة الأمن
قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة في حديث خاص لـ"رايـة"، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تتبنى سلسلة طويلة من الذرائع والإجراءات الإدارية والتشغيلية التي تعرقل وصول المساعدات إلى أبناء شعبنا الفلسطيني".
وأضاف أن الاحتلال "يشدد من عمليات التفتيش المعيارية، ويواصل فرض المطالب بالموافقات المسبقة، كما يعمل على تقييد فتح المعابر أو تحويل نقاط عبور المساعدات، ويُلزم المنظمات الإنسانية بإجراءات جديدة بهدف التلكؤ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بإدخال المساعدات".
وأوضح الثوابتة أن سلطات الاحتلال "تحاول دائماً ربط إدخال المساعدات بشروط سياسية وأمنية"، مشيراً إلى أن "الوقائع الميدانية والتقارير الإنسانية تُظهر أن هذه الحجج تُستخدم كغطاء لفرض قيود منهجية على الوصول الإنساني تؤدي إلى تعطيل الإمداد وخلق نقص متعمد في المواد الأساسية".
وبيّن أن هذه السياسات تمثل "عقاباً جماعياً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني"، مضيفاً: "ما يجري هو سياسة هندسة التجويع ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، ومحاولة واضحة لإخضاعهم عبر سلاح الجوع والحرمان".
وفيما يتعلق بحجم المساعدات الفعلية التي تصل إلى القطاع، أوضح الثوابتة أن هناك "فجوة كبيرة بين الحاجة الفعلية وبين ما يُسمح بدخوله فعلاً إلى غزة"، مبيناً أن القطاع يحتاج يومياً إلى 600 شاحنة مساعدات لتغطية احتياجات السكان البالغ عددهم أكثر من 2.4 مليون نسمة.
وأضاف أن الاحتلال لا يسمح سوى بدخول 145 شاحنة يومياً فقط من أصل 600، أي ما نسبته 24% فقط من الاحتياج الإنساني اليومي، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة نفسها أكدت وجود أكثر من 6000 شاحنة مصطفة على المعابر محمّلة بالخيام والمواد الإيوائية، يمنع الاحتلال إدخالها".
وقال الثوابتة إن "الاحتلال يضع العربة أمام الحصان ويعرقل التنفيذ المتفق عليه في وقف إطلاق النار، ويواصل منع دخول الخيام والمواد الإيوائية رغم أن أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية فقدت منازلها بالكامل، ويعيش 135 ألف خيمة مهترئة منذ عامين، ما يهدد حياة الناس مع اقتراب فصل الشتاء".
وأكد أن "الوضع الإنساني الكارثي في غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة من التدهور، بفعل سياسة الحصار والإغلاق ومنع الإمدادات، ما يجعل إدخال المساعدات العاجلة واجباً دولياً وإنسانياً لا يحتمل التأجيل".
