خاص| مهرجان "أيام فلسطين السينمائية".. من شاشة الوطن إلى تظاهرة عالمية تفضح جرائم الاحتلال

تحول مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الذي انطلق من قلب فلسطين إلى حدثٍ عالمي يفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ويعزز الرواية الفلسطينية في وجه محاولات التزييف. فبعد الحرب على غزة، تبدلت ملامح المهرجان، ليغدو تظاهرة دولية تشارك فيها مئات المدن حول العالم تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، تحدثت علا سلامة، المديرة التنفيذية لمؤسسة "فيلم لاب فلسطين" الجهة المنظمة للمهرجان، عن تفاصيل النسخة الثالثة التي حملت رسائل إنسانية وسياسية مؤثرة من غزة إلى العالم.

قالت سلامة، إن مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الذي كان يقام داخل فلسطين تحوّل بعد الحرب على غزة إلى تظاهرة عالمية تهدف إلى فضح الاعتداءات الإسرائيلية وتعزيز صمود الفلسطينيين ونقل رسالتهم وأملهم إلى العالم.

وأضافت أن بداية نوفمبر شهد عروضًا في أكثر من 1000 قاعة عرض موزعة على 425 مدينة حول العالم، في إطار النسخة الثالثة من المهرجان بنسخته الدولية.

وأوضحت سلامة أن الفكرة والجوهر تغيّرا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مشيرة إلى أن النسخة الثالثة تعكس واقعًا جديدًا فرضته الأوضاع في غزة منذ الحرب.

وأكدت أن التحولات التي شهدها المهرجان جاءت نتيجة تغيّر واقع الحياة الفلسطينية، وقالت:

"في أكتوبر 2023 كنا نحضّر للدورة العاشرة داخل فلسطين، لكن مع بدء الإبادة في غزة اضطررنا لإلغائها قبل الافتتاح بأيام قليلة".

وبيّنت أن صدمة الحرب ووحشيتها دفعتهم لتنظيم عروض بديلة في مختلف دول العالم، بالشراكة مع مؤسسات وأصدقاء فلسطينيين ودوليين، لعرض أفلام تروي القصة الفلسطينية الممتدة منذ أكثر من سبعة عقود.

وأضافت علامة أن اختيار تاريخ 2 نوفمبر لإطلاق المهرجان لم يكن عشوائيًا، بل جاء تزامنًا مع ذكرى وعد بلفور، "لأن من هناك بدأت قصتنا، لا من 7 أكتوبر"، على حد تعبيرها.

وقالت إن النسخة الأولى من المهرجان العالمي في عام 2023 تضمنت 171 عرضًا في 41 دولة، فيما ارتفع العدد في النسخة الثانية إلى 396 عرضًا في 57 دولة، وصولًا إلى أكثر من 1000 عرض في 83 دولة هذا العام، رغم استمرار العدوان على غزة.

وأشارت إلى أن المهرجان ضم سبعة أفلام فلسطينية لمخرجين فلسطينيين، إلى جانب فيلم مصري واحد هو "المخدوعون" للمخرج توفيق صالح والمبني على رواية غسان كنفاني رجال في الشمس.

وأكدت أن الهدف من الاختيار كان تغطية الرواية الفلسطينية كاملة، من غزة إلى الضفة والداخل، عبر أفلام تتناول مختلف مراحل النكبة والاحتلال، منها:

"حالة عشق" للمخرجة كارول منصور ومنى الخالدي عن الطبيب غسان أبو سِتة وتجربته في غزة،

و"جنين جنين" عن واقع المخيمات،

و"لما شفتك" لميرى جاسر عن ما بعد 1967،

و"يد إلهية" لإيليا سليمان،

و"ما بعد" لمها الحاج،

و"باي باي طبريا" للينا سويلم، الذي يتناول التهجير الداخلي عام 1948.

وأضافت أن هذه الأفلام قدمت صورة بانورامية عن المعاناة الفلسطينية المتنوعة بفعل الاحتلال والانقسام الجغرافي.