حزب الله مقيّد داخليًا
خبير لراية: تصعيد لبنان مستمر واندلاع مواجهة واسعة لا يزال مستبعدا
قال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، إن الجبهة اللبنانية تشهد "تصعيدًا متواصلًا" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل تمتلك "شهيّة مفتوحة" للتصعيد، لكنها — في الوقت نفسه — لا تتجه نحو حرب واسعة في المرحلة الحالية.
وأوضح أبو عواد، في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن إسرائيل نجحت في ترسيخ معادلة جديدة تسمح لها بتنفيذ الخروقات والاعتداءات ضمن تفاهم مع الولايات المتحدة، وبهدف الضغط على الداخل اللبناني لنزع سلاح حزب الله.
وأضاف أن أي رد من الحزب، وفق التقدير الإسرائيلي، سيُواجَه بـ"فائض قوة" يستخدمه الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، في صورة ضربات واسعة لا يستطيع لبنان تحملها.
وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن تل أبيب تعمل وفق سيناريوهين:
الأول: امتصاص لبنان وحزب الله للضربات والسعي إلى حلّ الأزمة بالطرق الدبلوماسية.
الثاني: الرد العنيف وغير المسبوق في حال نفّذ حزب الله استهدافات داخل العمق الإسرائيلي، وهو ما تعتبره إسرائيل مبررًا لتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية وإعادة البلاد "عقودًا إلى الوراء".
وحول قدرة حزب الله على الرد بعد عملية الاغتيال الأخيرة التي طالت القيادي العسكري البارز هيثم الطبطبائي، قال أبو عواد إن إسرائيل تدرك امتلاك الحزب قدرات عسكرية صاروخية وميدانية، لكنها ترى أن هذه القدرات "أضعف من السابق".
وأضاف أن فقدان الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله، شكّل ضربة قيادية قاسية أثّرت على قدرة الحزب في اتخاذ القرار، إلى جانب تنامي الضغوط الداخلية اللبنانية من مختلف القوى السياسية التي تتهم الحزب بجرّ البلاد إلى مخاطر متزايدة.
وبحسب أبو عواد، فإن قراءة إسرائيل للمشهد تفيد بأن حزب الله "ليس عاجزًا عسكريًا، بل قياديًا"، وأنه "مكبّل داخليًا" وغير قادر على اتخاذ قرار بالرد في المدى القريب، مرجّحًا أن أي تغيّر في المشهد قد يظهر في ربيع أو صيف العام المقبل.
وختم بالقول إن إسرائيل، رغم تقديرها لقوة حزب الله، تستبعد في هذه المرحلة إقدامه على الرد المباشر، مما يجعل مواجهة كبرى على الجبهة اللبنانية أمرًا غير مرجّح حاليًا.

