مستوطنون يهجّرون بالقوة ثلاث عائلات بدوية من تجمع الحثرورة ويقيمون بؤرة جديدة شرق القدس
خاص - راية
كشف رئيس مجلس قروي عرب الجهالين داود الجهالين عن تفاصيل تهجير ثلاث عائلات بدوية بالقوة من تجمع الحثرورة قرب الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، بعد اعتداءات استيطانية منظمة شارك فيها مستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال.
وقال الجهالين لإذاعة "راية" إن المستوطنين أقاموا قبل نحو عشرة أيام بؤرة استيطانية جديدة تبعد أقل من 15 مترًا عن منازل العائلات، لتبدأ بعدها سلسلة من الاعتداءات اليومية التي شملت الاقتحامات، والاستفزازات، وارتكاب ممارسات مهينة وصلت إلى التعرّي أمام النساء والأطفال داخل التجمع.
وأشار إلى أن هذه الانتهاكات أجبرت العائلات الثلاث، وجميعها من عرب العراعره الكعابنة، على ترك مساكنها والنزوح إلى منطقة الأغوار.
وأوضح أن المستوطنين الصقوا خلال الأيام الماضية اعتداءات واسعة في المنطقة، شملت حرق أشجار، وجرف أراضٍ، وإغلاق طرق، ومصادرة مواشٍ، مؤكدًا أن هذه الممارسات تتجاوز قدرة أي تجمع بدوي على احتمالها.
ولفت الجهالين إلى أن عشرات العائلات في تجمع الحثرورة وبقية التجمعات البدوية تعيش تحت التهديد ذاته، بعد أن هدم المستوطنون عددًا من البيوت، وصادروا ممتلكات ومواشي، وسط حماية جيش الاحتلال. وقال: "رغم هذا تبقى هذه العائلات صامدة في أراضيها، لكنها تواجه واقعًا لا يمكن للعقل البشري تصوره."
وبخصوص الوضع الإنساني للعائلات المهجّرة، أوضح أن أفرادها اضطروا إلى مغادرة مساكنهم على عجل، آخذين معهم بعض الأثاث والمقتنيات الأساسية فقط، فيما يعيشون اليوم في ظروف صعبة جدًا داخل الأغوار، بعيدًا عن مصادر رزقهم التقليدية.
وأكد أن هدف المستوطنين واضح: دفع التجمعات البدوية إلى الهجرة القسرية، بعد أن فشلت حكومات الاحتلال والإدارة المدنية في تنفيذ هذا المخطط منذ عقود. وأضاف: "اليوم نتحدث عن أكثر من 21 بؤرة استيطانية تحاصر بادية القدس، وتفرض واقعًا خانقًا على حياة السكان."
وأشار الجهالين إلى أنه منذ 7 أكتوبر جرى تهجير 33 تجمعًا بدويًا في محافظتي رام الله ونابلس، من بينها تجمعات لعرب الكعابنة، ما انعكس بشكل خطير على مصادر رزق العائلات التي تعتمد على الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي.
وأكد رئيس مجلس قروي عرب الجهالين أن التجمعات البدوية في بادية القدس ترفض الخضوع لسياسات التهجير القسري، مضيفًا: "لن نحقق رغبة عصابات المستوطنين وحكومة الاحتلال في إفراغ الأرض من سكانها."
ودعا إلى تعزيز صمود السكان من خلال دعم القطاع الزراعي وتوفير احتياجات العائلات، مشيرًا إلى زيارة وفد من أعضاء الكنيست من الداخل المحتل إلى التجمع اليوم، ومن بينهم سمير بن سعيد من بدو النقب.
وأوضح أن الخطوات المقبلة تشمل تدويل قضية التجمعات البدوية، ورفعها إلى المحافل الدولية، والتواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان والسفراء والقناصل لفضح ما وصفه بـ"الحرب الصامتة" التي تُشن ضد البدو في المنطقة.
وختم الجهالين رسالته بالقول: "ما يجري هو حرب على كل مكونات الشعب الفلسطيني، بدويًا كان أو غير بدوي، ونأمل من كل أحرار العالم الوقوف إلى جانب هذه التجمعات في مواجهة التغول الاستيطاني والاستيطان الرعوي".

