خاص| "تكية أم عبد الله".. ثمانية أعوام من العطاء وتسخير الخير لخدمة المحتاجين
في وقت تشتد فيه الأعباء الاقتصادية على العائلات الفلسطينية، تواصل تكية أم عبد الله في رام الله أداء دورها كأحد أبرز نماذج التكافل المجتمعي، مقدّمة الطعام والمساعدات العينية على مدار العام لمن هم أقل حظًا. ثمانية أعوام من العمل الإنساني جعلت من التكية بيتًا للبركة وملاذًا للفقراء والأيتام وأصحاب الهمم، وممرًا يربط أهل الخير بالمحتاجين في رسالة تقوم على التطوع والإيثار.
وقال الأستاذ عبد الكريم أبو عرقوب، أحد مؤسسي تكية أم عبد الله، في حديث خاص لـ"رايـة"، إن التكية تأسست تقديرًا لجهود السيدة الفاضلة "أم عبد الله" التي كرّست وقتها وجهدها منذ سنوات طويلة لإعداد الطعام وتوزيعه على المحتاجين، ما استحق أن تُنسب التكية لاسمها، وأن تتحول جهودها الفردية إلى عمل منظم يدخل اليوم عامه الثامن.
وأضاف أن فكرة التكية جاءت من روح العمل الاجتماعي المتجذّرة في المجتمع الفلسطيني، مشيرًا إلى أن "التكايا" كانت وما تزال جزءًا من ثقافة التكافل، كما في تكية سيدنا إبراهيم في الخليل وغيرها من المدن الفلسطينية، لتكون تكية أم عبد الله واحدة من أوائل هذه المبادرات في محافظة رام الله.
وأوضح أن التكية ليست مشروعًا اقتصاديًا أو ربحيًا، بل مبادرة تطوعية خالصة تعتمد على تبرعات أهل الخير، وتهدف إلى خدمة الفقراء والأيتام وذوي الهمم وكل أسرة تمر بضيق مادي أو ظرف إنساني قاسٍ.
وجبات يومية وطرود غذائية
وأشار أبو عرقوب إلى أن عمل التكية يتوزع على مسارين:
الأول: إعداد وجبات طعام تُبكّت بطريقة صحية، ويتم تجهيز ما بين 100–120 وجبة في اليومين الأسبوعيين المخصصين للطهي، مع إمكانية الزيادة بحسب التبرعات.
الثاني: استقبال التبرعات العينية من لحوم ودجاج وخضروات وزيت وسكر وغيرها، ثم تحويلها إلى طرود غذائية توزّع على الأسر المحتاجة.
وبيّن أن هناك أيضًا متبرعين يحضرون وجبات جاهزة ويطلبون توزيعها عبر التكية لضمان وصولها للمستحقين، لافتًا إلى أن بعضهم يقدم سندويشات شاورما أو وجبات نوعية تُدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال والعائلات التي قد لا تتمكن من شراء مثل هذه الوجبات.
كما نوّه إلى وجود اتفاق مع أحد المخابز لتوفير 70 ربطة خبز يوميًا توزع على الأسر المحتاجة.
التبرعات لا تقتصر على الطعام
وتابع أبو عرقوب أن التكية تستقبل الملابس، القرطاسية، الأحذية، الأثاث، الأدوات المنزلية، والعديد من المستلزمات، شريطة أن تكون صالحة للاستعمال وقابلة للاستخدام فورًا، مؤكدًا قاعدة التكية الأساسية:
"اقبل لغيرك ما تقبله لنفسك".
وأوضح أن كثيرًا من التجار وأصحاب المحلات والمزارعين يقدّمون تبرعاتهم بشكل دوري، سواء بملابس جديدة، حقائب مدرسية، أو خضروات وفواكه طازجة.
