الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:56 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:17 PM
المغرب 7:47 PM
العشاء 9:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"دوف ليئور" ظاهرة مجتمعية إسرائيلية

 

طوباس - 21 أيلول 2011 - خاص ب"شبكة راية الإعلامية"

محمد أبو علان

"دوف ليئور" حاخام مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل اعتبر أن الفلسطينيين هم سبب العزلة السياسية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً إياهم بالذئاب والهمجيين، ولهذه الأسباب يجب التخلص منهم وتهجيرهم للسعودية.

حاخام مستوطنة "كريات أربع" ليس بحالة في المجتمع الإسرائيلي بل هو جزء من ظاهرة أصيلة فيه بمستوياته السياسية والعسكرية، وما دعوة المستوى السياسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي لاعتبار "إسرائيل" دولة يهودية إلا ترجمه فعلية لأقوال "دوف ليور، موقف يحمل في طياته لغة التهجير لكل من هم من غير اليهود.

والعنصرية ضد غير اليهود في دولة الاحتلال الإسرائيلي ظاهرة آخذه في التوسع وفق ما أظهرته نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة ألتي أوصلت حزب "إسرائيل بيتنا" للكنيست الإسرائيلي ب (15) مقعد.

كما أن جيل الشباب في المجتمع الإسرائيلي يتجه أكثر نحو اليمن والمعاداة للفلسطينيين، فقد أظهر استطلاع للرأي العام أجري في أوساط الشباب اليهود من جيل (15-18) عام في أواسط العام 2010 أن جيل الشباب الاسرائيلي مع تجريد الفلسطينيين من حقوقهم المدنية في فلسطين المحتلة عام 1948، وفي الوقت نفسه يساندون بقوة الاستيطان في فلسطين المحتلة عام 1967.

وقال 50% من المستطلعة آرائهم إنهم يؤيدون عدم منح المواطنين الفلسطينيين في "إسرائيل" حقوقاً مماثلة لحقوق اليهود. ورأى 56%  منهم أنه يجب عدم إتاحة الفرصة أمام العرب ليُنتخَبوا للكنيست الإسرائيلي، وأشار الاستطلاع  أيضاً  إلى أن 48% من الشباب اليهود المستطلَعة آرائهم قالوا إنهم سيرفضون تنفيذ أوامر عسكرية بإخلاء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وما جرى في مستوطنة "ميحرون" في الأسابيع الأخيرة أكبر دليل على دعم الاستيطان على حساب  سكان الأرض الأصليين.

والدراسات البحثية في موضوع علاقة دولة الاحتلال الإسرائيلي مع المواطنين الفلسطينيين كلها أشارت بشكل قطعي لطبيعة هذه الدولة العنصرية في علاقتها مع كل ما هو غير يهودي فيها.

 هذا ما بينته دراسة قدمت للكنيست الإسرائيلي أعدها البروفسور “سامي سموحة” تتعلق بالحياة المدنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام 2003 وحتى 2009، ونشرت نتائج هذه الدراسة في صحيفة "هآرتس" العبرية في شهر أيار من العام الماضي.

الدراسة كانت عنصرية في نتائجها، وصورت المواطنين الفلسطينيين على أنهم المشكلة في موضوع التعايش وليس ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب في المناطق المحتلة منذ العام 1948، حيث تتعامل الدراسة مع مواقف العرب تجاه التعايش المشترك دون التطرق لمسببات هذه المواقف.

ومن القضايا الهامة التي تمخضت عنها الدراسة هي عدم شعور المواطنين العرب بالأمن والاستقرار داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أشار حوالي 62% من المواطنين العرب لوجود تخوف لديهم من تنفيذ دولة الاحتلال سياسية الترحيل ضدهم، هذه النسبة كانت حوالي 55.5% في العام 2003.

رغم وجود هذا التخوف من سياسية الترحيل إلا أن 76% من المواطنين العرب متمسكون بوجودهم في أرضهم رغم كل ما يتعرضون له من ممارسات إسرائيلية، مقابل 24% من المواطنين العرب الذين لديهم الاستعداد للعبور والعيش في حدود الدولة الفلسطينية حال قيامها في المستقبل، وهذه النسبة تضاعفت تقريباً عما كانت عليه في العام 2003 والتي كانت حوالي 14%.

وفي موضوع حل الدولتين هناك تراجع كبير في نسبة من عادوا يؤمنون بهذا الحل، ففي العام 2003 كان 90% من العرب يؤمنون بإمكانية حل الدولتين، إلا أن هذه النسبة تراجعت خلال السنوات الست الماضية لتصل لحوالي 65%.

وأشارت الدراسة لتراجع ثقة العرب في أجهزة دولة الاحتلال من عام لآخر، فوفق الدراسة تبين أن حوالي 40% من العرب لا يؤمنون بنزاهة الجهاز القضائي في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونفس النسبة تقريباً تؤمن بضرورة مقاطعة الانتخابات للكنيست الإسرائيلي والتي تشير لمدى الرغبة والاستعداد للمشاركة في الحياة السياسية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا المؤشر شهد تراجع بما نسبته 7% عما كان في العام 2003.

وفي نفس السياق هناك تراجع بمستوى الإيمان بالديمقراطية في دولة الاحتلال، فالاعتقاد بأن دولة الاحتلال ديمقراطية لكل سكانها بما فيهم العرب كان يصل لحوالي 63% في العام 2003، بينما وصل لحوالي 50% في العام 2009، وفي موضوع مقاومة السلطة الرسمية في دولة الاحتلال الإسرائيلي بشتى السبل بما فيها العنف في المظاهرات ارتفعت النسبة إلى 14% في العام 2009 بعد أن كانت حوالي 5.6% في العام 2003.

ومقابل المؤشرات التفصيلية حول العرب وعلاقتهم بدولة الاحتلال عرضت الدراسة مؤشرات محدودة عن اليهود، فقد بينت الدراسة أن 58% من اليهود يعتقدون بأن العرب يشكلون خطر على الدولة بسبب كثرة الولادات لديهم، وهذه النسبة شهدت تراجع عما كانت عليه في العام 2003 والتي كانت حوالي 70%، في المقابل هناك 70% من اليهود يعتقدون أن العرب سيؤثرون على طبيعة الدولة اليهودية، و79% من اليهود يعتقدون بأن للعرب حق العيش بالدولة، ولكن بعض المؤشرات الأخرى تشير للتناقض فيما وصلت له الدراسة حول مواقف اليهود من العرب، فعلى الرغم من النسب الرقمية التي تحاول إخفاء العنصرية الإسرائيلية أشار 58% من اليهود لعدم قبولهم لمدير عربي عليهم في العمل.

في ظل هذه السياسية العنصرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بكل شرائحها الاجتماعية والسياسية والعسكرية لا بد من العمل باتجاه مطالبة المجتمع الدولي بضرورة إعادة الاعتبار لقرار الأمم المتحدة رقم (3397) والصادر في العام 1975 والذي ساوى بين الصهيونية بالعنصرية، واعتبر الصهيونية “شكل من أشكال العنصرية والتميز العنصري”، واعتبرت بموجبه الصهيونية خطر على الأمن والسلم العالميين، ومطالباً الدول بمكافحة الصهيونية، على أن يطور هذا القرار ويشمل اسم دولة الاحتلال الإسرائيلي كدولة عنصرية.

 

* مدون فلسطيني مقيم في طوباس

 

 

 

Loading...