عربات البلدة القديمة تخيف المارين وتردعهم عن التسوق في القدس
رام الله- خاص (شبكة راية الإعلامية):
كتبت: شذى حماد
ماذا لو انزلقت العربة وتدحرجت أنابيب الغاز لتصطدم بالمارين والباعة، ثم ارتطمت إحداها في الجدار وانفجرت لتتضخم الكارثة ويزداد عدد المصابين موقعة عددا من القتلى؟! هذا ما يراود ذهنك عندما ترى العربة المحملة بأنابيب الغاز يدفعها صاحبها بسرعة عبر طرق البلدة القديمة الضيقة في القدس، متجاهلا كغيره من سائقي العربات، المارين الذين لا يتلقون منهم سوى الصدمات الموجعة والصراخ المستمر.
فعلى الرغم من أن العربات الخشبية من أهم الوسائل المستخدمة في نقل البضائع للمحال التجارية في البلدة القديمة، إلا أنها تسبب إزعاجا كبيرا للمقدسين والسياح المطالبين باستخدامها في أوقات محددة فقط في الصباح الباكر أو في وقت مـتأخر من المساء.
و يوضح مازن إدريس، "أن البضاعة تنقل بالمركبات إلى باب العامود أو المصرارة، بسبب طبيعة البلدة القديمة وشوارعها الضيقة التي لا تسمح بمرور المركبات، لتقوم بعد ذلك العربات بنقل البضائع حتى المحل ". مضيفا، "أن الإزعاج من العربات يتضاعف في المناسبات والأعياد، مع ازدياد أعداد المواطنين والسياح في البلدة ما يؤدي إلى نشوب مناوشات أحيانا بينهم وبين سائقي العربات".
من جهته، قال إسماعيل طقاطقة، " شاهدت عدة حوادث كان الأطفال ضحيتها فسائق العربة لا يولي أهمية للمارين، يصدمهم بعربته ولا يبالي أو يعتذر". مضيفا،" دائما سائق العربة مستعجل ويصرخ بأعلى صوته وكأن السوق ملكه، ولا يحق لنا كمواطنين المشي فيه".
وعلى الرغم أنك تصادف العربات في كافة الأوقات، وخاصة وقت الظهيرة وهو وقت الذروة وعودة الطلاب من مدارسهم، والعاملين من وظائفهم، وزيارة السائحين للمحال والأسواق، إلا أن، بلدية الاحتلال في القدس ألزمت سائقي العربات بأوقات معينة لاستكمال عملهم ونقل البضائع وذلك قبل العاشرة صباحا وبعد الساعة السادسة مساء. و يغرمون بـ (500 شيقل) إذا لم يلتزموا في الوقت.
في ذات السياق، يتبع سائقو العربات وسائل أخرى غير الصراخ لإبعاد المارة من طريقهم، فيحملون عصا ويضربونها باستمرار على العربة ما يصدر صوت كالانفجار، ويقوم بعض الفتية الذين يجرون العربات بحركات طريفة كتفجير البالونات المنفوخة لإبعاد المارة.
فيقول عاشور الطويل صاحب محل تجاري في سوق القطانين ،" معاملة سائقي العربات تكون همجية جدا للباعة والمارة أحيانا، ولكن نضطر لمسايرتهم لكي لا تتضخم المشكلة".
وأشار الطويل إلى أن العربات تسبب فوضى في السوق، مقترحا تنظيم وقت مرورها في السوق للحد من الفوضى التي تسببها، مثل أن تستخدم في الصباح الباكر أو في ساعات متأخرة مساء".
وكان لـنا محاولات عديدة للحديث مع سائقي العربات الذين رفضوا متابعة حديثهم، فعليهم إيصال البضائع للمحلات التجارية في الوقت المطلوب، واكتفوا بالقول أن عملهم يتطلب نقل البضائع في كافة الأوقات ولا يستطيعوا التأخر عن المحلات التي يعملون لديها.
وأكدتا حنين الهدمي و هبة سلفيتي اللتين كنا يتجولان في أسواق البلدة القديمة، أن العربات تتنقل بين المارة في كل الأوقات، وهي ما تسبب الأزمة والفوضى فيها، وقالتا،" يصرخون دائما في وجوهنا ويصدموننا كثيرا متأسفين في بعض الأحيان ومتجاهلين الموقف أحيانا أخرى".
وأوضحت الهدمي ، "أن بلدية الاحتلال تسمح في بعض الأحيان بانتشار البسطات بشكل عشوائي إلى جانب العربات المتنقلة ما يؤدي لازدياد الحوادث، وحدوث مناوشات متواصلة بين سائقي العربات والمارة، "يعتبر سائق العربة أن الطريق له وحده ويتجاهل من حوله".
وقالت أم محمد الزعتري ، "أمشي بحذر شديد في أسواق البلدة القديمة، وأصبحت أتجنب أحيانا النزول إليها خوفا من ان أتعرض للصدمات العربة أو أسمع صراخ من يقودها". مضيفة، "على الرغم من أن العربات تسبب لنا مضايقات شديدة إلا أنه لا يوجد حل آخر، فهذه هي طبيعة البلدة القديمة وشوارعها وعلى الباعة نقل البضائع للمكان المطلوب ، وتنظيم أوقات مرورها في السوق هو الحل الوحيد".
لتبقى البلدة القديمة في القدس حية تنبض بكل ما هو عربي وفلسطيني، لا يطلب من سائقي العربات في البلدة القديمة إلا أن يلتزموا بأوقات معينة بحيث لا يسببوا الفوضى والأزمة، وليصونوا احترامهم في قلوب المواطنين.
