مؤسسة التعاون تحتفل بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيسها

رام الله - شبكة راية الاعلامية:
على مدار الثلاثة أيام الماضية، ومن قصر الثقافة في مدينة رام الله، انطلقت احتفالية مؤسسة التعاون بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيسها، حيث تضمنت الاحتفالية، والتي حضرها عدد كبير من الشخصيات الرسمية والأهلية والاعتبارية، بالاضافة إلى سفراء وقناصل عدد من الدول العربية والاجنبية، حيث تضمنت نشاطات الاحتفالية عقد أول اجتماع مجلس الأمناء لأول مرة منذ 30 عاماً في فلسطين، واحتفال انطلاقة الفعاليات في القصر الثقافي، ووضع حجر الأساس للمتحف الفلسطيني الذي يأتي تتويجاً لعمل مؤسسة التعاون في المجال الثقافي، بالاضافة إلى إقامة عشاء خيري لدعم برامج الطفولة والشباب.
وكانت مؤسسة التعاون قد استقبلت يوم الأربعاء الماضي 10 أبريل 2013، أعضاء مؤسسة التعاون وأصدقائها من مختلف الدول العربية والأجنية، منها الكويت، والبحرين، والامارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ولبنان، وبريطانيا، وسويسرا، والذين يدخلون فلسطين لأول مرة.
وتضمن الحفل كلمات لرئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور نبيل هاني القدومي، ووزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة ماجدة المصري ممثلة عن رئيس الوزراء د.سلام فياض، وفقرات متنوعة، شملت عرضاً لفرقة الفنون الشعبية للدبكة، وفرقة الكمنجاتي الموسيقية، كما تم توزيع جوائز مؤسسة التعاون.
وفي كلمته، عبر نظام الفيديو كونفرنس من العاصمة الأردنية عمان وذلك لتأخر حصوله على تصريح لدخول فلسطين، د.القدومي فعاليات الذكرى الثلاثين ، وأشار إلى أنه في مثل هذا التاريخ منذ ثلاثة عقود أطلقت مجموعة من الاقتصادين والمفكرين الفلسطينيين وهم الراحل عبد المجيد شومان والراحل حسيب الصباغ ورجلي الأعمال عبد المحسن القطان ومنيب المصري مؤسسة التعاون، في وقت كانت فيه المنطقة العربية تواجه مرحلة بالغة الصعوبة، وكان المشروع الوطني الفلسطيني يواجه خطر التصفية، بعد اجتياح لبنان وحصار بيروت وترحيل منظمة التحرير الفلسطينية وتشتيت قواها على مختلف المنافي.
وأوضح د.القدومي إلى أن هدف انشاء مؤسسة التعاون كان واضحاً وبسيطاً وعميقاً في الوقت نفسه، ويرتكز على فكرة الاندماج بين النجاح الاقتصادي والريادة الفكرية وتوظيفه في خدمة الشعب الفلسطيني، دون الدخول في الصراعات السياسية القائمة وجدالاتها واجتهاداتها، مضيفا أنه خلال العقود الماضية استطاعت مؤسسة التعاون ان تعزز حضورها في أوساط شعبها وأن ترتقي بأدائها وأن تتعامل مع ظروف بالغة الدقة في منطقة زلازل سياسية، وان تواكب تطور الأحداث والمتغيرات دون ان تفقد البوصلة، أو أن تتراجع أمام المهمة الصعبة التي انيطت بها، والتوقعات التي أحاطت بتأسيسها والأهداف التي رسمتها لمسيرتها". وركزت خلال عملها على قطاعات التعليم والثقافة والتنمية المجتمعية والصحة والطوارىء والمساعدات الإنسانية، حيث بلغت مساهماتها خلال مسيرتها الرائدة ما يقارب ال 500 مليون دولار، وهو ما وضعها في موقع المؤسسة التنموية الرائدة في فلسطين والمنطقة".
وأكدت ممثلة عن رئيس الوزراء د.سلام فياض،وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة ماجدة المصري، على أن الحكومة لن تكون قادرة على تنفيذ خططها في بناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة إلا بخلق حالة من التكامل والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وكافة مكّونات المجتمع الأخرى.
وأشادت المصري بالجهود الخيرة للمؤسسين الأوائل، الذين أطلقوا الفكرة منذ ثلاثة عقود، كما أشادت بعمل مؤسسة التعاون، برياديتها والتي شكّلت ركيزة أساسية للصمود وتمكين المؤسسات الفلسطينية من القيام بدورها، ولعبت دوراً هاماً في تقديم الخدمات للمواطنين وتعزيز صمودهم في مواجهة سياسات الاحتلال".
وتخلل حفل مؤسسة التعاون توزيع جوائز مؤسسة التعاون، وهي جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير للانجاز، وجائزة المرحوم راغب الكالوتي للتنمية المجتمعية في القدس، وجائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني الريادي" الحلم سيصبح حقيقة"، بالاضافة إلى تكريم أعضاء مؤسسة التعاون لعطائهم اللامتناهي، عبد المحسن حسن القطان، وسعيد توفيق خوري، ومنيب رشيد المصري، ورياض برهان كمال، وحاتم شريف الزعبي، ومنير راغب الكالوتي، وممدوح مدحت العكر، واسماعيل توفيق احمد الزبري. وتخلل التكريم عرضاً موسيقياً فنيأ لفرقة الكمنجاتي، وعروضاً مميزة للدبكة الفلسطينية قدمتها فرقة الفنون الشعبية.
هذا وقد سبق حفل الانطلاقة، افتتاح معرض مؤسسة التعاون الذي يجسد المراحل الأربعة التي مرت بها المؤسسة والمتمثلة في دعم الصمود والاعتماد على الذات، والتنمية والاغاثة والاعمار، بالاضافة إلى عرض كشفي قدمته فرقة كشافة منير الكالوتي، والمدرسة الابراهيمية في القدس.
وفي اليوم الثاني للاحتفال، وتحت رعاية السيد الرئيس محمود عباس، وضعت مؤسسة التعاون حجر الأساس لمتحف الذاكرة الفلسطيني، في مدينة بيرزيت، والذي يأتي تتويجاً لعملها في المجال الثقافي، وذلك بحضور السيد حسين الأعرج رئيس ديوان الرئاسة ممثلاً عن فخامة الرئيس، والسيد ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ود.نبيل هاني القدومي رئيس مجلس امناء مؤسسة التعاون، والسيدة سوسن جعفر رئيس مجلس الادارة في المؤسسة، ود.تفيدة الجرباوي مدير عام المؤسسة، وأعضاء مؤسسة التعاون، وعدد كبير من المسؤولين وممثلي الدول العربية والأجنبية في فلسطين، والمؤسسات الرسمية والأهلية.
وأكد رئيس ديوان الرئاسة السيد حسين الأعرج على أهمية المشروع، معتبرا إياه صرحاً وطنياً مهماً، يجسد إرادة وطنية صلبة للحفاظ على اسم فلسطين وتراثها الوطني والحضاري، مشيرا إلى المسيرة العظيمة لشعبنا، وتحديه وقهره للاحتلال، مضيفا أن هذه الأرض عصية على الدخلاء والغزاة الطامعين في مقدساتها، وثرواتها، وحضارتها.
من جانبه قال د.القدومي أن هذه اللحظة تشكل محصلة لجهود طويلة ومثابرة تواصلت على مدى السنوات العشر الماضية، منذ انطلقت فكرة المتحف، مرورا بمراحل التخطيط والتصميم، وتطوير الفكرة، وبناء الشراكات حتى الوصول الى لحظة وضع حجر الأساس.
وأعلنت مؤسسة التعاون عن اجتذابها مبلغ يتجاوز 1.8 مليون دولار خلال حفل العشاء الخيري الذي أقامته في مدنية رام الله مساء اليوم الثاني من الاحتفال، وذلك لصالح دعم برامج الشباب وريادة الأعمال، وبرامج الطفولة المبكرة.
وفي اليوم الثالث، عقد مجلس أمناء مؤسسة التعاون اجتماعه غير العادي، والأول في فلسطين منذ تأسيس مؤسسة التعاون في العام 1983، حيث ركز الاجتماع على نقاش 3 محاور استراتيجية، تمثل المحور الأول في نقاش حول دور مؤسسة التعاون في التنمية البشرية والمجتمعية والاقتصادية في فلسطين والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وركز المحور الثاني على سبل الحفاظ على الوقفية وتنميتها، أما المحور الثالث فقد تركز على تنمية الموارد، والرسالة الإعلامية وسبل إظهار المؤسسة.
وحرص مجلس الأمناء على اللقاء مع سيادة الرئيس محمود عباس، فقد استقبلهم في مقر الرئاسة مساء يوم الجمعة (اليوم الثالث من الاحتفال)، حيث وضعهم سيادته في مستجدات الأوضاع الداخلية والاقتصادية والاجتماعية السياسية، وهنأئهم بمناسبة ذكرى مرور 30 عاماً على إنشاء مؤسسة التعاون، وأشاد بجهود المؤسسة الرامية إلى المساهمة في تعزيز صمود أبناء شعبنا الفلسطيني وبقائه على أرضه عبر تقديم العديد من الخدمات الحيوية والتنموية، كما التقى وفد مؤسسة التعاون مع رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، حيث استمع إلى شرح من وفد المؤسسة حول المشاريع التي تم تنفيذها في فلسطين، والخطط المستقبلية المنوي تنفيذها لدعم صمود الشعب الفلسطيني.