هجوم غير مسبوق على القرضاوي وحماس تصفه بشيخ القدس والجهاد
مكتب غزة – شبكة راية الإعلامية
رمزي أبو جزر
تواصل الجدل الفلسطيني حول زيارة رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلى قطاع غزة وهي الزيارة التي أثارت العديد من المواقف السياسية الفصائلية التي توزعت بين الرفض والاستنكار للزيارة والزائر على اعتبار انها تأتي تكريسا لواقع الانقسام.
المنظمة والسلطة إدانة شديدة :
وزير الأوقاف د. محمود الهباش عبر عن رفض زيارة القرضاوي واعتبر أنها غير مرحب بها لأنها تحمل مغزى سياسي يعترف بشرعية سلطة حماس في غزة وتعمق الانقسام بشكل كبير.
وأضاف الهباش أن الأولى على القرضاوي أن يسحب الفتوى السيئة المخالفة لكل النصوص الشرعية التي أطلقها مؤخرا لتحريم زيارة القدس بحجة أنها تحت الاحتلال، فها هو يدخل غزة بموافقة إسرائيلية".
بدوره اعتبر القيادي في حركة فتح يحيى رباح أن زيارة القرضاوي سلبية لأنها تأتي ضمن نسق الزيارات المحرضة على استمرار الانقسام والعبث بالوحدة الفلسطينية.
واعتبر رباح أن الشيخ القرضاوي "هذه الأيام مأزوم خاصة بعد أن دعا صراحة إلى التدخل الأمريكي في سوريا، ففاجأته أمريكيا بصفته مفتي الناتو بان كلفت إسرائيل بالعدوان على سوريا".
وأشار رباح إلى أن القرضاوي كان أحد مفتي الانقسام حيث بارك الانقسام باعتباره مكسب للإسلام السياسي والحركة الإسلامية وان الانقسام هو النموذج الذي يجب ان يقتدى به في العالم العربي والإسلامي، وقدم للانقسام دعاية كبيرة جدا وما زال، وزيارته إلى غزة للتحريض على استمرار الانقسام وجرعة معنوية جديدة له.
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض أنه الحزب برفقة عدد من الفصائل قررت مقاطعة استقبال الشيخ القرضاوي بسبب مواقفه السياسية.
وأضاف العوض نحن نختلف مع الطروحات السياسية للشيخ القرضاوي خاصة ان البعض من تصريحاته يمكن ان تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مبرر للتدخل في الشئون العربية وآخرها دعوته واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا.
وأضاف العوض أن هذه الفتاوي تشكل غطاء للتدخل العسكري الأمريكي في المنطقة العربي وذبح الشعوب العربية وذلك لا يمكن القبول به سياسيا.
عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق قال إننا نتعامل مع القرضاوي كشخصية سياسية بسبب مواقفه غير المحايدة بخصوص القضية الفلسطينية وفيما يتعلق بالانقسام الأسود.
بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول الاختلاف مع القرضاوي فيما يتعلق بالأزمة السورية الداعمة لتدمير سوريا ومقدراتها وما يمثله ذلك من إضعاف للحالة العربية".
غزة لا تمنح صكوك غفران
من جهته وصف وزير الثقافة الأسبق د. إبراهيم أبراش القرضاوي بأنه "مفتي سلطان قطر ومفتي الفتن والمُنَظِر الديني لسياسة الفوضى الهدامة الأمريكية، حيث ما أفتى في قضية أو بلد إلا وثارت الفتن والحرب الأهلية".
وأضاف "يبدو أن القرضاوي وبعد أن بات مكشوفا ومرفوضا في غالبية الدول العربية والإسلامية لدرجة أنه يستحق الحَجر عليه ،وحتى يغطي على فتاواه المخربة وأخرها تحليله للتدخل الأمريكي في ليبيا وسوريا وزعمه انه تدخل في سبيل الله ! يريد أن يبيض صفحته ويحظى بصك غفران من خلال زيارته لقطاع غزة".
وقال أبراش من حق حماس وحكومتها استقبال القرضاوي والترحيب به لما له من فضل عليها في تجميع الأموال من جماعات الإسلام السياسي وقطر لصالحها ، وحتى لا تُغضب قطر" .
وقال أبراش إن أخطاء وتقصير بل وتواطؤ منظمة التحرير والسلطة في رام الله لا يبرر السكوت عما يجري في قطاع غزة ".
بدوره عقب الكاتب الدكتور خضر محجز على تقبيل هنية يد القرضاوي عدة مرات أثناء استقباله بالقول: " كان لنا رئيس يحارب إسرائيل ويقبل أيدينا - في إشارة للرئيس الراحل ياسر عرفات-، مضيفا "الآن أصبح لنا شيخ يدعو أمريكا لغزونا ونقبل يديه"
وأردف محجز القيادي السابق في حركة حماس "لا يقترب العالم من الحاكم إلا أصبح خادما له هذا هو حكم التاريخ وهذا هو حكم علماء الدين الحقيقيين".
حماس تدافع
حركة حماس عدّت رفض بعض قيادات حركة فتح وبعض الفصائل زيارة رئيس القرضاوي إلى قطاع غزة، "تصريحات معزولة لا تمثل إلا أصحابها".
وقال المتحدث باسم الحركة د.سامي أبو زهري أن "استقبال العلماء وحلفاء المقاومة أولى من استقبال قادة الاحتلال وأعداء الشعب الفلسطيني كما يجري في رام الله".
كما أكد القيادي في حركة حماس خليل الحية أن الأصوات الرافضة لزيارة القرضاوي لغزة تشارك في الحصار المستمر على القطاع.
وقال الحية "أهلاً وسهلاً بشيخ الأمة ومجدد هذا العصر العلامة الشيخ القرضاوي الذي لطالما علا صوته مناصراً للحق الفلسطيني وقضيته ومناصراً للمقاومة على أرضه وحق الشعوب في كل مكان".
ميدانيا واصل القرضاوي زيارته التى تستمر 3 ايام لأبرز معالم غزة بدئها بمقر الحكومة المقالة حيث أكد القرضاوي أن "الأمة الإسلامية ستنتصر بأهل غزة"، مشددًا على أنه لا يجوز لأي كان التفريط أو التنازل عن أي ذرة من فلسطين.
وقال القرضاوي خلال لقائه مع حكومة حركة حماس المقالة بغزة أنه لا يجوز التفريط أو التنازل عن فلسطين، قائلًا "لا يجوز التنازل عن الوطن مقابل أموال، فالوطن لا يباع بأموال، وليس من حق أحد بيعه، ولن نسمح لأحد بالتفريط بالوطن "
وتابع "أهل غزة وفلسطين حملوا راية الجهاد وأبوا أن يسلموها ولو قطعت رؤوسهم، قصفت غزة ولكن بقي الشعب منتصرا وبقوا في الخط الأمامي بعد أن بذلوا أنفسهم وأموالهم، (..) أشعر بأني ضئيل أمام قوة هذا الشعب وروحه الذي قدم الكثير وما يزال يقدم وهو مستعد لأن يقدم المزيد".
من جانبه، أكد الرئيس السوداني السابق المشير عبد الرحمن سوار الذهب أن شعب السودان رغم ما يتعرض له من يقف مع شعب فلسطين على كافة الأصعدة، ويعتبر أن قضية تحرير القدس على رأس سلم أولوياته.
وقال "الشعب السوداني لا ينسى فلسطين، فهو يشتاق للانضمام لكم لتحرير البلاد المقدسة، ونؤكد أننا معكم قلبا وقالبا، فقضية القدس وتحرير فلسطين هي الهم الأعلى والأكبر".
ومنح رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية الجنسية الفلسطينية وجواز سفر وهوية فلسطينية للشيخ القرضاوي، وكذلك كرم الرئيس السوادني الأسبق بوسام الأقصى.
وقال هنية في كلمته خلال مراسم استقبال القرضاوي ووفد العلماء المرافق له ، إن القرضاوي "هو شيخ القدس والجهاد على أرض فلسطين ولم يدخل إلى قطاع غزة بإذن أو تصريح صهيوني ".

