الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:12 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:33 PM
العشاء 8:59 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الشرطي الصغير ينظم حركة المرور ويحرر المخالفات حفاظا على حياة الآخرين

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين:في ساعات الصباح والظهيرة، وأمام بعض المدارس المطلة على الشوارع الرئيسة داخل المدن المكتظة بالحركة المرورية، ترى الطلبة متكدسين فوق بعضهم على الأرصفة أمام خطّ المشاة ينتظرون رأفة سائق يسمح لهم المرور من المكان المخصص لهم قانونيا.

ربما ثقافة احترام خطّ المشاة لم تنشأ بعد عند بعض السائقين، لكنها على أيّ حال ليست معدومة عند الجميع، والطالب المدرسي يقف متأرجحا ما بين تفكيره سرقة فرصة ليقطع الطريق للناحية الأخرى وبين خوفه من عدم وصوله قبل أن تصله مركبة تصطدم به خاصة أنّه يحمل حقيبة قد تتجاوز وزنه لا تسعفه الركض سريعا.

وفي غياب شرطة مرور تقف أمام كلّ مدرسة من المدارس لا سيّما تلك التي تطل على الشوارع الرئيسة، تداركت المدارس أهمية إيجاد بديل يوفر عليهم تعرض أحد من الطلبة لأيّ حادث سير، فأوجدت بما يسمّى "الشرطي الصغير" الذي يقوم بتنظيم الحركة المرورية في ساعات الذروة بذهاب وإياب الطلبة من مدارسهم.

بينما كانت شبكة رايــة الإعلامية تتجول في شوارع الخليل، عاينت مشهد اللجنة المرورية لمدرسة الصديق الأساسية التي لا تبعد عن مركز شرطة الحرس أكثر من خمسين مترا، فكانت صفارة الطالب خليل امريش (11 عاما) تعطي الإشارة لطالبين آخرين واللذين بدورهما يضعان إشارة "قف" أمام المركبات حتى يتسنى للطلبة قطع الطريق بكل سهولة للاتجاه الآخر.

اقتربنا من الطلبة أكثر، فكان هناك أربعة يلبسون السترة الفسفورية التي تميزهم عن الباقين، جميعهم من الصف الخامس بواقع (11 عاما)، أحدهم يحمل صفارة، واثنين آخرين يحملان إشارات "قف" والأخير يحمل بين يديه دفترا وقلما يدوّن عليه بعض الملاحظات التي تفاجئنا بها.

قائد لجنة تنظيم السير الطالب خليل امريش (11 عاما) يقول:" نحن نعمل على تنظيم السير حتى نمنع وقوع الحوادث، ولا يتعرض أي طالب لأي حادث، وأصبحنا هكذا بعد أن تلقينا تدريبات من أستاذنا المشرف إضافة لتدريبات من شرطة المرور، كما أننا نعمل على تدريب طلاب آخرين أصغر منا سنا حتى يستلموا المهمة العام القادم".

بكلمات تحمل بين طياتها مسؤولية كبيرة رغم خروجها من بين ثنايا طفل صغير تحدث امريش:" أنا أرى نفسي شرطي مرور صغير، لأنني كشرطي يكون لي أهمية بتنظيم السير وحماية الناس من الحوادث والموت لا سمح الله".

أما الطالب حمزة أبو سارة (11 عاما)، الذي يحمل بين يديه الصغيرتين إشارة " قف"، فقد بدت عليه السعادة وحبّ ممارسة دور شرطي المرور، ثم قال:"نعمل على مساعدة الطلاب بقطع الطريق حتى لا يتعرضوا لأي خطر، وأنا تطوعت شرطي مرور صغير لأجل المحافظة على حياة وأرواح الطلبة، لأني أحب هذا العمل كثيرا".

أما الملفت للنظر، فهو الطالب محمد الجعبري (10 أعوام) الذي يحمل دفترا وقلما، يقف جانبا، ويترقب حركة المركبات والطلبة جميعا، وقبل كلّ ذلك زملائه في لجنة تنظيم حركة المرور.

بدورنا في راية سألناه عن مهمته فقال:"أكتب أسماء الطلبة الذين يخالفوا الأوامر، وأكتب أرقام لوحات السيارات المخالفة للمرور، ثم نرسلها للشرطة حتى يخالفونهم، فأنا أسجل كل بيانات السيارة التي تخالف السير والنظام".

محمد تعلم كيف يدوّن كلّ متطلبات المخالفة القانونية من خلال دورات تدريبية قدّمت له من الشرطة وأستاذه المشرف، فبين يديه دفترا توجد به خانات يعمل على تعبئتها في حال ضبط سيارة مخالفة للقانون الذي يشرف عليه "الشرطي الصغير"، يكتب رقم لوحتها، نوعها، موديلها، وأيّة تفاصيل أخرى يستطيع الحصول عليها في حين المخالفة.

بعد الاستمتاع بانضباط الطلبة لأوامر لجنة تنظيم السير، وقدرتهم على أداء الواجب كما يجب، أجرت راية لقاء خاصا مع مدير مدرستهم _مدرسة الصديق الأساسية_ عزات الجعافرة والذي قال:"وجود طلبة تنظم السير أمر في غاية الأهمية خاصة لمدرستنا لأن الشارع يسير منه كلّ المناطق الشمالية لمدينة الخليل، وفي أغلب الأحيان يكون هناك معلم مشرف على الطلبة، لكن المعلم لا يتدخل لأنهم مهيئين لتنظيم حركة السير بصورة ممتازة".

وأضاف الجعافرة:"لاحظنا أن طلبتنا أفضل من شرطي المرور بتنظيم حركة السير أمام المدرسة، كما أننا حصلنا على المرتبة الأولى على مستوى محافظة الخليل في إدارة السير".

وحول المخالفات التي تحدث الطلبة عنها تحدث الجعافرة:"كل مخالفة يدونها الطلبة نقدمها لمركز الشرطة، وأيضا نحن كمدرسة نخالف السيارة المخالفة بورقة نستطيع أن نسميها تعذيرية وتأنيبية وأحيانا ممكن معاقبة السائق من خلال إيقافه وإحضار الشرطة للقيام بواجبها اتجاهه".

من جهة أخرى، في حديث هاتفي مع مدير شرطة الخليل فؤاد أبو عرقوب فقد قال:"نحن في شرطة المرور نقوم بزيارات ميدانية ونقدم محاضرات ومخيمات صيفية ونعمل على إنتاج "الشرطي الصغير" ونحن نشجع هذه الطواقم التي تعمل على تسهيل حركة المرور أمام مدارسهم، كما أننا نعمل على التنسيق مع المشرفين بالارتباط مع مديرياتهم".

وبخصوص المخالفات التي تقدم لشرطة المرور من خلال لجنة تنظيم السير المدرسية وإدارة المدرسة تحدث أبو عرقوب:" يتم تزويدنا بالمخالفات وبدورنا نقوم بالتحريات من خلال الحاسوب، وفي حال ثبوت المخالفة يتم مخالفة السائق على ذلك".

وفي استطلاع رأي المواطنين فقد أعرب المواطن عبد الرحيم أبو حديد (29 عاما) عن أهمية هذه اللجان، موضحا:" هذه اللجان التي تنظم السير أمام المدارس لها أهمية تربوية أكثر منها مرورية لأن مجتمعنا يفتقد إلى احترام القانون، وأقول أن هذه اللجان تنمي العمل التطوعي في المجتمع".

وقالت المواطنة سوزان العويوي (35):" أنا ضد فكرة أن يقوم طلاب المدارس بهذه المهمة، فهم مهما تدربوا غير مؤهلين للقيام بذلك، وأنا كأم أرفض أن يشارك أبنائي في هذه المهمة حيث أنها تعرضهم للخطر جراء تهور بعض السائقين أو تعرضهم للأحوال الجوية السيئة كالبرد شتاء وحرارة الشمس صيفا، وأنا أرى أن شرطة المرور عليها القيام بهذه المهمة الواجبة عليها".

Loading...