مرضى غسيل الكلى: "إما أن تقف الحكومة وقفتها أو أن تفتح ثلاجتها"
الخليل- رايــة:
طه أبو حسين:"إما أن تقف الحكومة وقفتها أو أن تفتح ثلاجتها"، بهذه العبارة المليئة بالمعاني التي تعجز عنها اللغات اختتم مريض الفشل الكلوي سمير العملة حديثه لمراسل "رايــة" في الخليل خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفّذها مرضى غسيل الكلى، اليوم الخميس، على دوار ابن رشد وسط الخليل، للمطالبة بتوفير "ابر الايبركس" وغيرها من الخدمات الناقصة التي من شأنها الحفاظ على حياتهم.
وبيّن العملة أن الحكومة الفلسطينية مقصرة بحق مرضى غسيل الكلى،"اليوم اعتصمنا من أجل حياة مرضى الكلى، فحياة 170 مريض معرضة للموت بسبب عدم وجود ابر الايبركس، ونقص الماكنات، والأملاح السيئة التي تستخدم لماكنات غسيل الكلى، والتقصير الطبي مع المرضى، فنحن بحاجة للأدوية، وأنا أريد أن أعيش كأي مواطن، فالحكومة مقصرة معنا".
واستطرد العملة في حديثه لـ"رايــة":"أنا أحتاج ست ابر أسبوعيا لأني مهيئ لزراعة كلى، ولعدم وجودها آخذ وحدة دم، وبنك الدم يعطيني إياها بالعافية، وإذا صار دمي سبعة، يقول لي الطبيب أنت دمك جيد وصار عليك أن تتبرع بالدم".
أما المريضة مجدولين عمرو فقد أوضحت لـ"رايــة":" يوجد نقص في عدد ماكينات غسيل الكلى، والكراسي يوجد بها نقص، والفلاتر حجمها صغير، ومشكلة البودرة تؤثر على المريض ، فبعد الانتهاء من مرحلة الغسيل يضطر المريض الذهاب للطوارئ حتى يهدئ الحساسية بجسمه".
وأضافت عمرو:"قسم غسيل الكلى مضغوط، نحتاج كوادر طبية أكثر، وابر الايبركس يوجد بها نقص كبير منذ ست شهور تقريبا، فهي التي تعيدنا للحياة الطبيعية، وهناك نقص كبير في الأدوية الأخرى، وحياتنا بخطر".
وأكّد منسق الحملة الاحتجاجية جواد اقنيبي أنهم يتواصلون مع الإدارة بخصوص مرضى غسيل الكلى بشكل يومي، لكن لا حياة لمن تنادي على حدّ تعبيره، مضيفا:" الوعودات كثيرة، لكن دون تنفيذ، تحدثنا مع وزير الصحة أكثر من مرة بصورة مباشرة، وآخر وعودات كانت في شهر كانون أول من العام الماضي على أن يكون في مدة أقصاها شهر ونصف متوفر بالقسم عشرين جهاز غسيل كلى جديد، ولم يصلنا إلا ثلاثة وبدون أكياس بودرة الخاصة بها".
وتحدث اقنيبي لمراسل "رايــة" في الخليل:" ان مرضى غسيل الكلى لا يتوفر معهم مصاريف المواصلات، وهذه مسؤولية الشؤون الاجتماعية لكن لا حياة لمن تنادي".
وختم اقنيبي حديثه:"أرسلنا كتبا رسمية لرئيس بلدية الخليل داود الزعتري، ولمحافظ الخليل كامل حميد، ومدير شرطة الخليل محمد تيّم، حتى يدعمونا بالوقفة الاحتجاجية، لكن لم يأتي أيّ أحد منهم، ولم نلقّ أي دعم من أي أحد".
من جانبه قال مدير عام مستشفيات الضفة محمد أبو غالية الأدوية يوفرون معظمها، مضيفا:" لكن بعض المرات يكون قطع في المستهلكات، وهذا الشيء مردّه مالي بحت بسبب الضائقة المالية، أما بالنسبة لماكنات غسيل الكلى، فهناك عطائين، ومحافظة الخليل ستحصل على أجهزتها، وأحد العطاءات خلال شهر سيورد الأجهزة".
وبخصوص ابر الايبركس التي من شانها المحافظة على حياة المريض قال أبو غالية:"ابر الايبركس موجودة، لكن لدينا مشكلة كبيرة وهي الديون الكبيرة، ونحن نسعى جاهدين ضمن إمكانياتنا لتوفيرها، فالنقص موجود ولا أحد ينكره".
يشار أن مرضى غسيل الكلى نظموا عددا من الوقفات الاحتجاجية خلال الشهور الست الأخيرة للمطالبة بتوفير ابر الايبركس وماكنات الغسيل وغيرها من الاحتياجات اللازمة، حيث تلقوا وعودات كثيرة عبر وسائل الإعلام المختلفة إلا أن المشكلة ما زالت قائمة والخطر يهدد حياتهم.


