التوجيهي الشرعي في فلسطين.. تخصصات محدودة وجامعات لا تعترف به

رام الله- رايــة:
حسين ابو عواد- ثلاث سنوات مضت على القرار القاضي باعتماد نظام التوجيهي الشرعي كفرع من فروع الثانوية العامة، نظاما مختصا في مجال الدعوة والارشاد يهدف الى تخريج نوعية مختصة من الطلبة المتميزين دينيا وعلميا واخلاقيا، قادرين على نشر العلوم الشرعية وإبراز الوجه المشرق للدعوة الاسلامية في فلسطين والعالم.
تعريف بالنظام
وعن المنهج والمواد الدراسية في هذا النظام يوضح الاستاذ جبريل شومان مدير مدرسة الثانوية الشرعية في مدينة البيرة برام الله، ذلك خلال حديثه لمراسل رايــة قائلا" إن الطالب في المدارس الشرعية يدرس جميع مواد التربية والتعليم كما هي من الصف السابع وحتى الثاني عشر، بحيث يضاف اليه بعض المواد الشرعية المتعلقة بالقرأن الكريم، والحديث الشريف، والفقة، وسيرة السلف".
ويتابع شومان" ان طلاب الحادي عشر والثانوية العامة تم استثنائهم من بعض المواد المقرره في مناهج التربية والتعليم، بحيث تم حذف مادة الجغرافيا والعلوم الحياتية وجزء من مادة الانجليزي مقابل دراسة مقررات العلوم الشرعية كتخصص غير منفصل عن نظام الثانوية العامة المطبق في فلسطين".
صعوبات تواجه النظام
على الرغم من توصيات وزارة التربية والتعليم العالي للجامعات الفلسطينية بمعاملة خريجي التعليم الشرعي من الثانوية العامة كغيرهم من خريجي الثانوية من فرع العلوم الانسانية الا ان حقوقهم في هذا المجال ما زالت مسلوبة، فقد تركت الوزارة القرار النهائي بخصوص قبول هؤلاء الطلبة في الجامعات الفلسطينية الى الجامعة نفسها الامر الذي اعتبره شومان ينقص حق هؤلاء الطلبة بالتعليم كغيرهم ويسلبهم حقوقهم في الالتحاق بالجامعات ودراسات التخصصات التي يرغبون بها.
ويوضح شومان ان قبول خريجي النظام الشرعي مرهون بالقوانين المتبعة في كل جامعة الامر الذي ينعكس سلبا على قدرات الطلبة الابداعية وتحصيلهم العلمي، بحيث رفضت بعض الجامعات الفلسطينية استقبالهم مثل جامعة بيرزيت، والبعض وافق على استقبالهم وفق تخصصات محددة مما ينقص حق هؤلاء الطلبة بالتعليم الجامعي والالتحاق بجامعات الوطن ﺍﺳﻮة ﺑﻐﻴﺮﻫﻢ من الطلبة في الفروع الاخرى.
اقبال ضعيف
ويشكو الاستاذ جبريل من ضعف الاقبال لدى الطلبة للالتحاق بالتعليم الشرعي على الرغم من التسهيلات التي قدمتها وزارة الاوقاف بهذا الخصوص من تدريس مجاني لا يدفع الطالب رسوم دراسية، وجميع الكتب المدرسية يتم تقديمها مجانا، اضافة الى توفير المواصلات ذهابا وايابا لم هم خارج المدينة او يبعدون عن المدرسة.
ولفت شومان على الرغم من الاقبال الضعيف للطلاب والصعوبات الاخرى التي واجهوها هؤلاء الطلبة بالالتحاق بالجامعات الفلسطينية الا انهم استطاعوا تحقيق علامات مميزة في نتائج الثانوية العامة ونسبة نجاح وصلت الى اكثر من 95%.
وطالب شومان وسائل الاعلام والجهات ذات الاختصاص بتسليط الضوء على هذا النظام التعليمي والمساهمة في نشر التوعية حول مناهجه الدراسية والية عمله لتشجيع اولياء الامور على تسجيل ابنائهم خاصة بانه لا يختلف عن الفرع الانساني ولا عن مناهج التعليم المتبعة لدى وزارة التعليم العالي".
رد جامعة بيرزيت
وحول رفض ادارة جامعة بيرزيت استقبال هؤلاء الطلبة قال نائب رئيس الجامعة للتنمية والإتصال غسان الخطيب، "إن القوانين المتبعة في الجامعة واضحة وتنص على ان يتم التعامل مع خريجي التوجيهي المختص (الصناعي/ التجاري/ الشرعي)، وفق اختصاصهم التعليم، بحيث طلبة التوجيهي من الفرع التجاري تم استيعابهم في كلية التجارة، و خريجي الفرع الصناعي جاري العمل على استيعابهم في كلية الهندسة، واما الفرع الشرعي فلا يوجد كليات مختصة في الجماعة تستوعب هذا النظام".
واضاف لمراسل رايــة، "ان عدم وجود كلية شريعة في جامعة بيرزيت هو السبب الرئيسي لعدم مقدرات الجامعة على قبول هؤلاء الطلبة، لعدم وجود كلية مختصة بذلك".