تشارين في الامثال الشعبية الفلسطينية!

رام الله-رايــة:

منذ أن استقرت الأرض بدورتها المنتظمة حول الشمس قبل ملايين السنين، ومنذ أن عرف الكنعانيون الزراعة، وفي كافة الحقب التي تلت ذلك تكيّف الفلاح الفلسطيني مع حركة الأرض والشمس وتتابع الفصول الأربعة، وتناغمت مواسمه الزراعية معها، فيزرع في الشتاء من المحاصيل ما يتحمل البرد، ويكتفي بعدد أقل من ساعات إضاءة الشمس، ثم يزرع في الصيف ما يسمى "نباتات النهار الطويل"، وفي الربيع يزرع ما ارتوى من المطر، وفي الصيف والخريف يقطف من الثمار ما أنضجته حرارة الجو، وما شبع من خصوبة الأرض.

المثل الشعبي لغة سهلة التداول لاحتوائه التوافق اللفظي والحكمة، واستخدامه الإيجاز والإبداع والإيحاء مرة والصراحة مرات بألفاظ دارجة ولغة محكيّة، يعتبر صورة عن المجتمع بشكل عام وصورة مصغرة عن قائله، متفقاً مع العادات والتقاليد والمثُل ومعبراً عن آراء الناس، كل ذلك أعطى المثل قوة كقوة القانون والعرف.

والفلاح الفلسطيني عرف عبر الخبرة والتجربة العملية عن مواعيد بدء وانتهاء المواسم الزراعية الفلسطينية ومن هنا يطل برنامج "احلى صباح "عبر راية مرة اخرى اليوم الى الحكاية الشعبية الفلسطينية "مع الصحفي و المهتم بالشؤون البيئية والتراثية خالد ابو علي الذي أمتعنا اليوم بالعديد من الامثال الشعبية.

يغادرنا الصيف و يقبل فصل الخريف في شهر أيلول وهو شهر الصليب (وعيد الصليب يصادف في 14 أيلول حسب التقويم الغربي أو 27 أيلول حسب التقويم الشرقي) ويقول المثل الشعبي "مالك صيفيات بعد الصليبيات" و قال المثل ايضا "إن أجا الصليب روّح يا غريب"
ومثل اخر يقول " إن صلّبت خرّبت" أي ان سقط المطر يتلف العنب والتين تحديدا.

ومثل اخر في نفس السياق "بعد عيد الصليب كل أخضر يسيب"
وتبدأ التحضيرات للموسم الزراعي مع نهاية الخريف، ويسمّي الفلاح الفلسطيني شهر تشرين أول بِ" أَجْرَدْ أول". وفي مطلع تشرين ثاني يطلق اسم "الوسم البدري" كما تمت تسمية تشرين ثاني في الثقافة المحلية بِـ "أَجْرَدْ ثاني
اما عن طبيعة الطقس في تشارين فقال المثل الشعبي:
"برد تشرين أحد من السكاكين"
و"برد تشارين توقّاه وبرد الربيع استلقاه"
و"ما في أنقى من قمرة تشرين، ولا أظلم من عتمة كانون"
و"ما بين تشرين الأول وتشرين الثاني صيف ثاني".