صور شهداء الضفة تٌزين جدران غزة

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

كانت جدران الشوارع بمدينة غزة أمس الأحد، على موعد مع احتضان لوحات فنية تضم صورا للشهداء مفجري الهبة الشعبية في الضفة، بريشة فنان شاب موهوب، تعبيرا منه عن دعمه لذويهم ولأهلنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ولتبقى ذكرى هؤلاء الشهداء حاضرة بين الغزيين.

16 صورة جرافيك كبيرة لشهداء الضفة رسمها الفنان الغزي رفيق الشريف، بدأها برسم صورة الشهيد مهند الحلبي ثم الشهيد فادي علون وضياء تلاحمة، تخليدا لهم عبر إعادة رسمهم بطريقة فنية ابداعية.

انطلق رفيق في منتصف الليل بمعداته البسيطة، وبدأ برسم لوحات الجدارية الضخمة، حيث استغرقت منه كل صورة 10 دقائق فقط لإتمامها، وأنجز تلك الليلة 13 صورة للشهداء، ثم نال قسطا من الراحة وعاد مجددا بعد ساعات واستكمل رسم 3 صور أخرى.

ويقول الفنان الموهوب رفيق 23 عاما وهو خريج قسم المهن الطبية: "قٌدمت لي دعوة من جبهة العمل الطلابي التقديمة التابعة للجبهة الشعبية لرسم جدارية طويلة، وتوجهت فورا للبدء بالعمل دون تردد، وبأدوات وألوان بسيطة قمت برسم صور الشهداء في لوحات متواضعة وجميلة".

ويؤكد رفيق لـ"رايــة"، أن استجابته للدعوة والبدء الفوري بالرسم جاء سعيا وراء تخليد شهدائنا وابقائهم أحياء في قلوب الناس بغزة، "فالشهداء لا يموتون وفي كل قطعة من وطننا حاضرون، وحتى لا ينسى أهالي القطاع من ضحى من أجل فلسطين".

الاعجاب بالخطوة دفع بعض الفنانين في الضفة لتوجيه دعوة لزميلهم الفنان رفيق الشريف لتوسيع الفكرة عبر رسم كل شهداء "الانتفاضة الثالثة" على جدار الفصل العنصري في الضفة، معربا عن جاهزيته رغم كل ما في تلك الخطوة من مغامرة ومخاطرة كبيرة، على حد تعبيره.

تلقى الفنان الشاب الدعم المعنوي اللازم لاستكمال أعماله، ويضيف: "بعد ما تلقيته من اعجاب شديد ودعم من الجميع؛ قررت توسيع الفكرة ورسم كافة شهداء وأسرى فلسطين على الجدران، كما سأبدأ قريبا برسم درامي للأسير الطفل أحمد مناصرة"، داعيا جميع الفنانين في الضفة وغزة لتجسيد واقعنا وشهدائنا في صور يٌشاهدها الصغير والكبير حتى تبقى ذكراهم خالدة في عقولهم وقلوبهم وتعبيرا منهم عن وقوفهم الى جانب ذويهم المكلومين.

وشدد الشريف على أن الرسالة التي أحب أن تصل للجميع أن فلسطين هي أرض وشعب واحد ودمنا واحد، وعدونا واحد هو الاحتلال الاسرائيلي، بعيدا عن الانقسام السياسي الضار بالقضية الفلسطينية.

الفنان الشاب الموهوب تمكن من لفت أنظار المواطنين بغزة وأن ينال احترام الجميع، بعد أن أعجبت الصور كل المارين قرب مفترق الجامعات وسط المدينة وهو أكبر مفترقات غزة ازدحاما.

محمد رويشد كان أحد المارة المعجبين باللوحة الكبيرة التي امتدت لعشرات الأمتار، ووقف أمام الصور بجانب العديد من المواطنين الذين التقطوا مئات الصور على هواتفهم الشخصية.

ويقول رويشد لـ"رايــة": "الشهداء مفجري الانتفاضة هم قدوتنا وعنوان صمودنا ومثال الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يٌدافع عن أرضه ومقدساته بكل شراسة، وأقل ما يمكن ان نفعله لأجهم هو تذكارهم"، مشددا على أهمية مثل تلك الأعمال التي تٌبقي أرواح الشهداء خالدة بيننا وتٌحفز الشبان للدفاع عن وطنهم فلسطين.