الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:42 AM
الظهر 12:39 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:15 PM
العشاء 8:35 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الاستيطان في الخليل: أخطبوط يلف المدينة بأذرعه

الاستيطان في الخليل: أخطبوط يلف المدينة بأذرعه

 الخليل- رايــة: 

طه أبو حسين 

الأخطبوط الاستيطاني، يرمي بأذرعه الطويلة الملغمة بلوامس ماصّات، يظنّه البعض منفصلاً عن بعضه، بينما الحقيقة تقول أنه متعاضد الأطراف، في الشمال والجنوب وكل الاتجاهات، عيون مطامعه تتسع أكثر كلما أحكم قبضته على فريسته، وفي الخليل يصبّ جلّ غضبه ومطامعه في قلب المدينة حتى يقتلها جميعاً. 

الاستيطان في الخليل من أضعف المناطق التي يوجد بها نمو استيطاني بسبب صمود اهالي المدينة وحفاظهم على الهوية لفلسطينية حسب تعبير منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، وقال "في قلب مدينة الخليل يوجد خمس بؤر استيطانية، الخامسة هي عمارة الرجبي التي تم اقامتها بعد الاستيلاء عليها عام 2014، عبر تسريبها من الحكومة والقضاء الاسرائيلي للمستوطنين". 

للأخطبوط الاستيطاني جسم يحميه غطاء متين من القوة العسكرية الاسرائيلية، وعمرو يصف هذا الجسم:" يستوطن قلب الخليل حوالي 600 مستوطن، من بينهم 200 يعتبروا من أشرس المستوطنين، يدرسون في المدرسة الدينية بمستوطنة بيت رومان المقامة على أنقاض مدرسة اسامة بن المنقذ". 

وهناك ذراع قديمة للأخطبوط الاستيطاني وجدت منذ عام 1969 كما يشير عمرو "المستوطنة الاخرى التي تعتبر من أقدم وأشرس المستوطنات في الضفة الغربية، والتي بنيت عام 1969، والتي يعيش فيها أكثر من 7200 مستوطن، هي مستوطنة كريات أربع". وهي الذراع الأكبر للأذرع الاستيطانية الصغيرة التي تهدف لضم الحرم الابراهيمي لها كما يؤكد مدير عام لجنة اعمار الخليل عماد حمدان "المستوطنات الخميس الصغيرة تسكن كل واحدة منها تقريبا 7 عائلات، وهي تشكل الجيب الاستيطاني في محاولة لضم الحرم الابراهيمي وربطه بمستوطنة كريات أربع". 

في شهر تموز حقق الفلسطينيون انتصاراً واضحاً على دولة الاحتلال، بضم الحرم الابراهيمي للتراث العالمي، بعدما سعت اسرائيل قبل ستة أعوام ضمه للتراث اليهودي، ولهذا الانتصار ضريبة يتحدث عنها حمدان " التوسع الاستيطاني زاد بالفترة الاخيرة، وقد يكون ذلك انعكاسا لما جرى بالقدس، وقد يكون تبعا لتسجيل الخليل على قائمة التراث العالمي، وهذا القرار استفز الاسرائيليين، فرئيس الحكومة الاسرائيلية في ذات اليوم الذي صدر القرار بضم الخليل على قائمة التراث العالمي، أصدر قرارا بتخصيص ما قيمته مليون دولار لدعم الاستيطان في الخليل". 

عدد المستوطنون في محافظة الخليل يقدر بـ 30 ألف مستوطن، يتوزعوا على مناطق الرماضين، والظاهرية ودورا ويطا كما يقول عمرو "هناك هجمة شرسة على خرب مسافر يطا (أم الخير، جنبا، سوسيا، أم الدرج) والاحتلال يعمل على تهجير عشر مناطق فلسطينية لتسهيل التمدد الاستيطاني". 

الاعتداءات الاستيطانية تحدث بصورة يومية، آخرها استباحة منزل الشويكي، الزعتري، كما يوضح حمدان "الحدث الأكبر اعتداءهم على مبنى عائلة أبو رجب، وهذه القضية منذ عام 2012 وتم استعادته عام 2013، ثم أعيد اقتحامه قبل ايام وما زالوا يمكثون فيه رغم قرار المحكم الاسرائيلية بملكيته الفلسطينية". 

لعلّ تلك الاعتداءات تتضح أكثر من تفسير عمرو لها "هناك خطة واضحة لتهويد قلب الخليل من قبل الحركة الصهيونية، فمنذ عام 2014 تم بناء 24 سكنة جديدة بجانب مستوطنة بيت رومان، تم وضع 6 كرافانات جديدة للجيش الاسرائيلي، وكرافانين اثنين بجانب الدبويا، كما تم تغيير اسماء بعض مداخل وحواري الخليل لأسماء عبرية، اضافة لاقامة حاجزين جديدين، وتعزيز الحواجز وتعجيزها على المواطنين والدخول من خلال ارقام". 

"بالرغم من كل جهودهم بتهويد المنطقة الا ان عددهم ما زال محصورا، والسبب جهود لجنة اعمار الخليل باعمار كافة المنازل المحيطة بهذه البؤر الاستيطانية لمنع التمدد الاستيطاني". قال حمدان.  

منذ مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994 أغلقت مئات المحال التجارية والمساكن، ثم بعد ذلك تدخلت وبقوة معادلة مقاومة التهويد، "أكثر من ألف شقة سكنية فارغة بالكامل معظمها ممكن السكن فيها واعمارها، 1800 محل تجاري منهم 700 محل في المناطق المغلقة والمناطق التي تستهدف استيطانيا، وحتى الان لا توجد مبادرات حقيقية من الكل الفلسطيني". قال عمرو، في المقابل قال حمدان "قمنا بترميم ما يزيد عن 1300 شقة واسكانهم، الموضوع ليس بترميم المحال، فالأصل ان يكون هناك حركة تجارية حتى يكون هناك ترميم لها". 

"عامان ونصف لم نتلقى أي مساعدة مالية من السلطة الفلسطينية ولم تدرج موازنة اللجنة في موازنة السلطة العامة" ختم حمدان. 

الخليل والقدس تحملان ذات الأهمية الدينية والتراثية، والقدس شهدت حراكاً شعبياً اضطر المستويات جميعا الالتفاف حوله حتى تحقيق المطالب كلها بإزالة الكاميرات والبوابات الالكترونية، وفي الشارع تردد سؤالاً هل تتكرر تجربة القدس بالخليل، فأجاب عمرو :" تجربة الخليل من أفضل تجارب المقاومة الشعبية في فلسطين، لكن للأسف هناك هجمة شرسة على المقاومة الشعبية في الخليل من الاحتلال ومن أعوانه والذين لا يفهموا معنى وأهمية المقاومة الشعبية، والادارة المدنية بمحاولاتها الواضحة تغري البعض وتخيف آخرين من خلال التصاريح وبطاقات الفي اي بي". 

واعتبر عمرو أن امكانية تطبيق التجربة المقدسية وارد غير أن هناك معوقات "اهم ما يعيق المقاومة الشعبية الانقسام الفلسطيني، فهناك نشطاء كثر من التيار الاسلامي، يؤمنون بأهمية المقاومة الشعبية، لكنهم يعزفون عنها لأنهم يتعرضون للملاحقة من الاجهزة الامنية واستدعائهم". 

في الوقت الذي تنشغل الأطراف الفلسطينية ببعضها، تنشغل الأطراف الاسرائيلية جميعاً بتغذية الأخطبوط الاستيطاني، لرمي أذرعه في كلّ نقطة يمكن الاستيلاء عليها، فتلك مسافر يطا تحت المجهر التهويدي، وهذا الحرم الابراهيمي وتل الرميدة والخليل العتيقة تلتفه تلك الأذرع وتضيق الدائرة على سكانه يوماً بعد يوم، فهل من منقذ، أم أن فرق الانقاذ بحاجة لإنقاذ ..؟! 

Loading...