كيف نُغير ما بأنفسنا؟.. د. الخطيب يفتح ملف "هندسة الوعي" وأثرها في نهضة المجتمع
في حوار غني ومعمّق عبر إذاعة "رايــة"، ناقش الدكتور محمود الخطيب، المحاضر والكاتب والمدرب في مجال الطاقة والقيادة، سؤالًا جوهريًا: "ما الذي يجب أن نغيره في أنفسنا، حتى يُغيّر الله ما بنا؟"
بدأ الدكتور الخطيب حديثه بالإشارة إلى أهمية الآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، مؤكدًا أن التغيير يبدأ من الداخل، ومن منظومة القيم والأخلاق التي يتبناها الأفراد والمجتمعات.
وأشار إلى أن الله تعالى، حتى في المعجزات، لم يُلغِ قانون السببية، بل ربط كل معجزة بفعل رمزي من الإنسان، مثلما طلب من مريم أن تهز جذع النخلة، ومن موسى أن يضرب البحر بعصاه.
الوعي القيمي هو نقطة البداية
شرح الخطيب أن "ما بأنفسنا" يشير إلى القيم والمعتقدات التي تحكم السلوك، وأن أي نعمة أو نقمة تمرّ بنا، تعود إلى هذه القيم. وضرب أمثلة على تغيّر المجتمعات من خلال بناء وعي جمعي منظم، مثل ما فعله هتلر في ألمانيا أو السينما الأمريكية قبل الحرب العالمية الثانية.
وتطرّق إلى خطورة الإعلام والدراما في تغيير القيم، منتقدًا المسلسلات التي تُغيّب القدوات الحقيقية وتخلق نماذج مشوهة يتبعها الجيل. وقال إن القيم تُبنى عبر القصص والقدوات، وليس من خلال الأوامر المباشرة.
الهجوم على اللغة والتاريخ
أكّد الدكتور الخطيب أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاختراق المجتمع الفلسطيني في الداخل، استهدفت التاريخ والدين واللغة، وهي ثلاثة ركائز أساسية في تكوين الهوية والوعي. وقال إن الاحتلال سعى لإفراغ هذه الركائز من معناها لتفكيك منظومة القيم الوطنية والدينية.
هندسة الوعي تبدأ من الأسرة
وشدد على أن هندسة الوعي تبدأ من البيت، عبر القصص، والقدوة، والحزم. وأشار إلى تجربته في تأليف رواية "أصلها ثابت" التي هدفت إلى تعزيز قيم الانتماء في الداخل الفلسطيني، ردًا على حالات تبرير وجود الاحتلال من بعض الشباب.
وفي ختام اللقاء، كشف د. محمود الخطيب عن قرب إصدار كتابه الجديد بعنوان: "هندسة الوعي: كيف نُغير ما بأنفسنا ليُغيّر الله ما بنا"،
والذي سيكون ضمن برنامج تدريبي متكامل لتطوير القيم والوعي الفردي والجمعي في المجتمعات العربية.