المستشفيات بلا أدوية
دقران لراية: المجاعة والأوبئة تجتاح غزة وتهدد حياة الأطفال والمرض
في ظل العدوان المتواصل والحصار المشدد، يواجه القطاع الصحي في قطاع غزة انهياراً كاملاً وسط غياب تام للمستلزمات الطبية والأدوية، واستهداف مباشر للمستشفيات والمنشآت الصحية.
قال د. خليل دقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة عبر القصف والحصار ومنع إدخال الوقود والأدوية.
وأكد أن "من بين أكثر من 30 مستشفى، لم يتبق سوى خمس مستشفيات حكومية تعمل، وذلك بشكل جزئي وبظروف قاسية للغاية".
وأوضح د. دقران أن مستشفيات غزة تستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من الإصابات الخطيرة، أغلبها في الرأس والصدر والأطراف، بالإضافة إلى إصابات مبترَكة وحروق بالغة، خاصة بين الأطفال، مشيراً إلى أن كثيرًا من المصابين يُفارقون الحياة بسبب نقص الأدوية والمضادات الحيوية.
وأضاف: "أحياناً نستقبل الجرحى على الأرض في أقسام الطوارئ نتيجة الاكتظاظ ونقص الأسرة"، موضحاً أن مستشفى الشفاء، أحد أبرز مستشفيات القطاع، يعمل فقط بنسبة 15 إلى 20% من طاقته، بعد أن تعرض لأضرار جسيمة نتيجة القصف.
وشدد على أن الاحتلال لا يكتفي بالقتل المباشر، بل يمارس أيضاً سياسة "القتل غير المباشر"، من خلال منع الغذاء والدواء، ما أدى إلى تفشي المجاعة وانتشار الأمراض بين السكان، وخاصة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد.
ولفت إلى أن أكثر من 600 ألف طفل محرومون حالياً من التطعيمات الأساسية، وأن نحو 70 ألف طفل مهددون بالموت نتيجة نقص الحليب والمكملات الغذائية.
وأكد د. دقران أن ما دخل إلى قطاع غزة لا يشكّل سوى "نقطة في بحر" من الاحتياجات الصحية والإنسانية، مشيراً إلى أن 51 شاحنة مساعدات طبية لا تزال عالقة ولم يُسمح بدخولها.