الخضور لراية: امتحانات الثانوية العامة تنطلق السبت.. وطلبة غزة على قائمة الانتظار لحين توفر الأمان
في ظل ظروف أمنية وإنسانية استثنائية تمر بها البلاد، تتحضر وزارة التربية والتعليم لإطلاق امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" يوم السبت المقبل، وسط تحديات متفاقمة من غزة إلى الضفة والقدس والمخيمات.
وفي حديث خاص لـ"رايـــة"، قال صادق الخضور، الناطق باسم وزارة التربية والتعليم، إن الوزارة تواصل استعداداتها لعقد الامتحانات رغم تعقيدات المشهد الميداني، مؤكداً أن التعليم حق، لكنه لا يعلو على حق الحياة.
وأضاف: "امتحان الثانوية العامة سيبدأ صباح السبت القادم، بمشاركة نحو 50,000 طالب، منهم 28,000 في الفرع الأدبي و14,000 في العلمي، موزعين على 512 قاعة امتحان في الضفة بما فيها القدس."
وأشار إلى أن 2,000 طالب من غزة موجودون حاليًا خارج فلسطين، سيتوزعون على 37 دولة، سبع منها ستشهد قاعات رسمية للامتحان، بينما سيقدمه الآخرون في السفارات مع مراعاة فروق التوقيت.
وأوضح الخضور أن نحو 16,000 موظف من معلمين ومراقبين ومصححين وإداريين يشاركون في العملية الامتحانية.
وعن وضع القدس، أشار إلى أن هناك خصوصية شديدة يتم مراعاتها، قائلاً: "نتواصل مع وزارة شؤون القدس والمحافظة ومديرية التربية وأولياء الأمور، وأي قرار يُتخذ سيصب في مصلحة الطلبة، وسيتضح خلال اليوم أو الغد."
وأكد الخضور أنه "في حال اضطررنا لتأجيل أي جلسة، فسيُعاد جدولتها مباشرة بعد انتهاء الامتحانات"، مشيرًا إلى تجربة العام الماضي في جنين وطولكرم كنموذج ناجح للتعامل مع الظروف الطارئة.
وحول طلبة غزة، قال: "لدينا فوجان: توجيهي 2006 الذين لم يتمكنوا من التقديم العام الماضي بسبب العدوان، وتوجيهي 2007 الذين يُفترض أن يتقدموا هذا العام. نتحدث عن 78,000 طالب، استشهد منهم 4,000، وهناك ما بين 4,000 إلى 5,000 غادروا القطاع، تقدم منهم 1,500 العام الماضي، وسيتقدم 2,000 آخرون هذا العام."
وأشار إلى أن الوزارة أعدّت برمجية خاصة لتنظيم الامتحانات، وكانت مستعدة لعقد امتحان توجيهي 2006 في 13 نيسان، إلا أن العدوان عرقل ذلك.
وقال: "نحن ملتزمون بعقد الامتحان متى ما توفرت الظروف الآمنة، ولكن لا يمكننا المجازفة بحياة الطلبة في ظل الاستهداف المباشر للتجمعات."
وأوضح أن الطلبة في غزة ما زالوا يتلقون التعليم حتى 17 تموز عبر المدارس الافتراضية، وقال: "رغم التحديات، هناك نسبة كبيرة من الطلبة ملتزمة وتتابع التعليم الإلكتروني حتى اللحظة."
وأكد أنه في حال توقف العدوان، فلن تستغرق عملية تحديد موعد الامتحانات سوى بضعة أيام.
وعن طلبة القدس، أوضح أن عددهم يقارب 5,000 طالب، موزعين على 43 قاعة، 32 منها داخل الجدار، وقال: "أي قرار سيتخذ سيأخذ بالحسبان الظروف الميدانية ومصلحة الطلبة، والتأخير في الإعلان عن القرار ناتج عن انتظار أي تغيّر في الميدان قد يسمح بإجراء الامتحان بأمان."
ورداً على سؤال حول عقد الامتحانات في المخيمات شمال الضفة الغربية، أوضح أنه "تم اختيار مواقع القاعات بعناية لتكون بعيدة عن نقاط الاستهداف، وسُجل الطلبة النازحون في القرى المحيطة لتقديم الامتحانات فيها."
وأضاف: "في حالات الاجتياح أو الحصار، كما حدث العام الماضي، نسمح للطالب بالتقدم في أقرب قاعة يمكنه الوصول إليها. هذه الترتيبات أُعدت مسبقًا هذا العام، وتم إبلاغ مديري التربية بضرورة التعامل بمرونة مع هذه الحالات مع الالتزام بالمعايير العامة."
وفي ما يتعلق بمستوى الامتحانات، أكد الخضور أن الوزارة تراعي الفروقات الفردية وظروف الطلبة المختلفة، وقال: "تم أخذ ملاحظات العام الماضي بعين الاعتبار، ونتمنى أن يشعر الطلبة هذا العام بوضوح الفرق في جودة ومستوى الأسئلة."