خاص| هدنة الـ60 يومًا: المقاومة تشترط وقف الإبادة.. ونتنياهو يناور باتفاق مؤقت

في ظل تعقيدات المشهد السياسي والميداني، تتكثف المفاوضات غير المباشرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وسط تفاؤل أمريكي حذر بخصوص الوصول إلى اتفاق، فيما تصر حماس والجهاد الإسلامي على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى إنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة.

وقال الدكتور عماد عمر، الأكاديمي والباحث السياسي، في حديث خاص لــ"رايــة"، إن "كل الأطراف تسعى للوصول إلى اتفاق، رغم المراوغة الإسرائيلية، وأن المفاوضات لم تصل بعد إلى طريق مسدود، بل إن الجهود لا تزال مستمرة، لا سيما من قبل الوسطاء والضغوط الأمريكية على الطرفين".

وأشار إلى أن "هناك تفاؤلًا حذرًا بإمكانية التوصل إلى صفقة تهدئة جزئية تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وهو ما تسعى إليه حماس لتكون مقدمة لإنهاء شامل للحرب". في المقابل، "يطمح نتنياهو إلى هدنة محدودة دون التزامات واضحة، مع اشتراطات مرفوضة من المقاومة، كإبعاد قيادات من غزة، ونزع سلاح المقاومة، وتخلي حماس عن السلطة".

وحول موقف المقاومة من التجارب السابقة، أوضح عمر أن "فصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس، تدرك أن إسرائيل لم تلتزم في أي اتفاق سابق، كما حدث في مارس الماضي، حين تنصلت من تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة، والتي كان يفترض أن تشمل انسحابًا من محور فيلادلفيا، وبدء معالجة ملفات كالأسرى، وإعادة الإعمار".

وأضاف أن نتنياهو "حينها خضع لحسابات ائتلافه الحاكم وتهديدات بن غفير وسموتريتش، إلا أن الواقع داخل إسرائيل اختلف بعد العملية العسكرية ضد إيران، حيث يسعى نتنياهو الآن إلى استثمار إنجازاته النووية داخليًا، دون الانجرار إلى حرب استنزاف مفتوحة في غزة".

وأكد عمر أن "هناك إجماعًا داخل إسرائيل، من المعارضة إلى الحكومة، مرورًا بالمستويين العسكري والأمني، على ضرورة الذهاب نحو صفقة تهدئة، إذ يحذر الجيش الإسرائيلي من تبعات الدخول في معركة جديدة، قد تؤدي إلى مقتل الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، في ظل تآكل قدرته البشرية والتعبئة الاحتياطية".