خاص | تلفيت تختنق عطشا: مياه مقطوعة منذ 40 يوما وغياب للحلول

تعيش بلدة تلفيت جنوب نابلس أزمة مائية خانقة منذ أكثر من 40 يوماً، وسط شح شديد في المياه وحرمان مئات العائلات من حاجتها اليومية، في ظل صيفٍ لاهب وتضييق متواصل من قبل الاحتلال والمستوطنين.

وقال محمود أبو عيشة، رئيس مجلس قروي تلفيت، إن الأزمة طالت بشكل خاص مناطق مشاريب جنوب نابلس، التي تعتمد على خط مياه رئيسي يقوم بتغذية بلدات تلفيت، قبلان، وجوريش، ويخدم أكثر من 30 ألف مواطن، لافتا إلى أن المستوطنون قاموا بقطع المياه عن هذا الخط الحيوي، ما أدى إلى توقف الضخ بشكل شبه كامل، وتراجع كميات المياه الواردة إلى هذه البلدات إلى أدنى مستوياتها.

وأكد أبو عيشة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية أن تلفيت لا تتلقى اليوم أكثر من 300 كوب ماء يوميًا، تصلها بضغط ضعيف جداً، وهي كمية لا تكفي بأي حال من الأحوال لتغطية حاجات السكان. وأضاف أن بلدة قبلان تحاول المساهمة في تزويد تلفيت بالمياه، إلا أن الكميات التي تصل منها محدودة وغير منتظمة.

وأشار إلى أن المجلس القروي يبذل جهوداً متواصلة من أجل إعادة تشغيل خط المياه الناقل عبر قنوات رسمية، إلا أن الاحتلال لا يزال يماطل في الاستجابة، في ظل ما وصفه بسياسة “العطش الممنهج” التي تمارس ضد السكان في جنوب نابلس.

ودعا أبو عيشة المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال لإعادة المياه إلى طبيعتها، وضمان وصولها إلى كافة المواطنين في المنطقة دون تمييز أو عقاب جماعي.

وتبقى تلفيت، ومعها بلدات جنوب نابلس، رهينة أزمة عطش تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل غياب حلول جذرية واستمرار الاحتلال في استخدام الماء كسلاح للضغط على المواطنين في حياتهم اليومية.