المصري لراية: إسرائيل تسعى لتقسيم سوريا.. والحل في دولة سورية للجميع
في خضم تطورات الأحداث في محافظة السويداء السورية، وبعد الإعلان عن اتفاق يقضي بانسحاب الجيش السوري من المنطقة، يحذّر مدير مركز "مسارات" لأبحاث السياسات، الأستاذ هاني المصري، من خطورة المرحلة القادمة، مشيرًا إلى الدور الإسرائيلي في إشعال الفتنة وتعميق الانقسامات داخل سوريا، مستغلًا هشاشة البنية السياسية والطائفية.
قال مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني المصري في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاتفاق الأخير المتعلق باندماج السويداء في الدولة السورية يثير تساؤلات حول سبب عدم اندماجها سابقًا، وهو ما أشعل الأزمة الأخيرة الممتدة منذ الأحد الماضي.
وأضاف: "النظام الجديد في سوريا لم يتمكن من طمأنة كل الفئات، خاصة الدروز وأصحاب الديانات الأخرى، ما أتاح المجال للجماعات المتطرفة ولإسرائيل بأن تعبث في الساحة السورية وتتنافس على الحصص والنفوذ، بما يهدد مستقبل سوريا."
وأوضح المصري أن الاحتلال الإسرائيلي استغل هذه الثغرات لتبرير أطماعه، مثل إنشاء مناطق عازلة منزوعة السلاح، ومحاولة تصوير نفسه كحامٍ للأقليات، وهو ادعاءٌ كاذب.
وتابع: "قبل اندلاع الأحداث في السويداء، تحدثت إسرائيل عن تحرك جماعات مسلحة نحوها، لكنها لم تتحرك لحماية الدروز كما تدعي، بل تدخلت بعد أن وقعت الكارثة."
وأكد أن "إسرائيل معنية ببث الفتنة وتقسيم سوريا، وهي لا تريد دولة موحدة ولا قوية، رغم التنازلات التي قدمها النظام السوري، بما فيها التغاضي عن اعتداءاتها والاستعداد لاتفاقات أمنية."
وشدد المصري على ضرورة تطبيق ما أعلنه الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاباته، بأن تكون سوريا لجميع مواطنيها، يطمئن فيها الناس إلى حقوقهم مقابل قيامهم بواجباتهم، وهذا يجب أن يظهر في تشكيلات النظام الجديد، وفي قوانين واضحة تُطبّق على الجميع.
وقال لراية: "لماذا يُغضّ الطرف عن الجماعات المتطرفة التي تتسبب في إشعال الفتن؟ يجب ملاحقتها بدلًا من انتظار هجماتها سواء على الساحل أو السويداء أو الكنائس."
وعن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تضمن انسحاب الجيش السوري من السويداء، قال المصري: "لا بد من توافق أشمل وأوسع لضمان عدم تكرار هذه الأحداث، ليس فقط في السويداء، بل في جميع المناطق المعرضة للفتنة."
وأضاف: "يجب أن يكون الجيش والأجهزة الأمنية والوزارات لكل السوريين، وأن تحظى المناطق المختلفة بالعدالة في الموازنات، والرعاية، وحرية الرأي والشعائر، وهذا يتطلب إنهاء النزعات الطائفية والتمييز السياسي."
وأشار المصري إلى أن إسرائيل لا تريد الخير لسوريا، بل تستغل الأخطاء الطائفية والمشكلات الداخلية لتدعي حمايتها لأقليات مثل الدروز أو الأكراد أو العلويين، بينما هي مصدر الشرور وعظائم الأمور.
"