الأطفال أول الضحايا
اليونسيف لراية: قطاع غزة وصل إلى نقطة فقدان السيطرة الكاملة
في ظل استمرار الحرب والحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من تسعة أشهر، أطلقت منظمة اليونيسف تحذيرات خطيرة من كارثة إنسانية متصاعدة، مشيرة إلى أن الوضع الغذائي والصحي في القطاع دخل مرحلة الانهيار الكامل.
وقال كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، إن عدد الشاحنات التي تدخل غزة منذ العاشر من أيار لا يتجاوز 30 شاحنة يوميًا، مقارنةً بأضعاف هذا الرقم قبل الحرب، فيما تم منع دخول أي مساعدات بشكل كامل على مدار 78 يومًا متواصلة، ما أدى إلى تدهور الوضع المعيشي بشكل كارثي.
وأشار أبو خلف في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إلى تقرير صادر في مايو الماضي عن "الأمن الغذائي المرحلي المتكامل"، والذي قدّر أن 470,000 شخص في القطاع سيدخلون في دوائر سوء تغذية مختلفة بحلول سبتمبر، مؤكدًا أن الأطفال هم الضحايا الأوائل بسبب هشاشة أجسامهم وضعف مناعتهم.
تأثير مستمر حتى لو توقفت الحرب
وأوضح أن وقف الحرب اليوم لن يعني توقف سقوط الضحايا، مؤكدًا أن عواقب الحصار والتجويع ستستمر في حصد الأرواح، نتيجة عدم توفر المياه النظيفة، ونقص الأدوية، وتوقف الخدمات الجراحية، وتأخر إدخال المعدات الطبية اللازمة.
واستشهد أبو خلف بتقارير علمية وطبية دولية، مثل مجلة ذا لانسيت الطبية، التي وضعت سيناريوهات متعددة لما بعد الحرب، وخلصت إلى أن الضحايا سيستمرون بالسقوط بالمئات، وربما بالآلاف، حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار.
فقدان السيطرة وتحذير من "انفلات شامل"
أبو خلف شدد على أن القطاع وصل إلى نقطة فقدان السيطرة الكاملة، مؤكدًا أن البنية التحتية منهارة تمامًا، وأنه في حال استمرار الوضع الحالي، فلن تستطيع أي جهة إنسانية أو دولية أن تسيطر على المجريات أو تمنع الانهيار الكامل.
ورغم بعض الإشارات إلى إمكانية فتح المعابر وإدخال المساعدات، إلا أن المتحدث باسم اليونيسف أكد أن الخطر الأكبر هو الزمن، لأن كل يوم يمر بدون علاج للأزمة يعني مزيدًا من الأرواح المهددة، لا سيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن.