طبيب فلسطيني يتحدث لراية
زراعة المفاصل الصناعية: حلٌ طبيّ يُعيد الحياة بلا ألم
في حديث خاص لإذاعة "راية"، أوضح د. فادي بني فضل، استشاري جراحة العظام والمفاصل والمتخصص في زراعة المفاصل الصناعية والإصابات الرياضية، أن زراعة المفاصل تمثل خيارًا علاجيًا متطورًا للمرضى الذين يعانون من تآكل أو تلف شديد في المفاصل، بما يعيد لهم القدرة على الحركة والحياة دون ألم.
وأشار د. بني فضل إلى أن هذه العمليات تُجرى تحت التخدير الكامل أو الموضعي، وتهدف إلى استبدال المفصل المتضرر بمفصل صناعي يؤدي نفس الوظيفة، موضحًا أن مفاصل الورك والركبة والكتف والكاحل تُعد الأكثر شيوعًا في عمليات الزراعة، حيث أثبتت هذه العمليات نجاحًا كبيرًا ورضا المرضى عنها.
وأوضح أن نسبة نجاح العملية قد تصل إلى 99%، شريطة أن تتوافر ثلاثة عناصر رئيسية: خبرة الجراح، جودة المفصل الصناعي، والتزام المريض بالتعليمات الطبية قبل العملية وبعدها، ولا سيما العلاج الطبيعي.
وعن تطور هذا المجال، قال د. بني فضل إن أولى عمليات زراعة مفصل الورك تعود إلى العام 1960 على يد الجراح البريطاني السير جون تشارلي، فيما أُجريت أول عملية لزراعة مفصل الركبة عام 1971، ومنذ ذلك الحين شهدت المفاصل الصناعية تطورات تكنولوجية ملحوظة من حيث التصنيع والتصميم.
أربع فئات بحاجة إلى زراعة المفاصل
قسّم د. بني فضل المرضى الذين يحتاجون إلى هذه العمليات إلى أربع فئات رئيسية:
مرضى خشونة المفاصل: وهي الفئة الأكبر، وغالبًا ما تشمل كبار السن ممن تجاوزوا الستين عامًا.
مرضى الالتهابات المفصلية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو النقرصي.
المصابون بالكسور المفصلية المعقدة: حيث يُفضل الأطباء في بعض الحالات استبدال المفصل بدلًا من محاولة إصلاحه، تجنبًا لجراحة ثانية.
مرضى السرطان: في الحالات التي تتطلب استئصال المفصل المصاب بالسرطان، تُزرع مفاصل خاصة بطول وتصميم يتناسب مع كمية العظم المستأصلة.
العملية آمنة وممكنة لمعظم المرضى
طمأن د. بني فضل المرضى بأن التطور في طب التخدير والطب الباطني جعل من الممكن إجراء عمليات الزراعة حتى لمرضى القلب أو من لديهم صمامات صناعية، شريطة التعامل مع كل حالة وفق خصوصيتها.
مدة العملية وما بعدها
تستغرق عملية الزراعة نحو ساعة، فيما تمتد مدة التحضير والتعافي الكامل إلى نحو ساعتين. وشدد على ضرورة التزام المريض ببرنامج علاجي محدد بعد الجراحة، يشمل المضادات الحيوية ومميعات الدم والعلاج الطبيعي، مؤكدًا أن المدارس الطبية الحديثة توصي ببدء العلاج الطبيعي من اليوم الأول أو الثاني بعد الجراحة لتسريع التعافي.
كما نبه إلى أهمية الحذر في أول أيام بعد العملية بسبب احتمالية الدوخة أو فقدان التوازن نتيجة فقدان الدم أو التخدير، مما قد يعرض المريض لخطر السقوط وإفساد نتائج الجراحة.
وفي ختام اللقاء، دعا د. بني فضل المرضى للتواصل المباشر مع أطبائهم وطرح جميع استفساراتهم لضمان أفضل النتائج، مؤكدًا أن زراعة المفاصل هي واحدة من أكثر العمليات نجاحًا في طب العظام الحديث، وتُعد بوابة حقيقية لحياة خالية من الألم.