سناء علوان: مدربة لياقة تقدّم "أسلوب حياة صحي" للجميع

استضاف برنامج "ضيف الراية" عبر شبكة رايـــة الإعلامية في لقاء مطوّل؛ الكوتش سناء علوان، مدرِّبة اللياقة البدنية الشخصية والجماعية والمؤثرة على منصات التواصل، حيث تحدثت فيه عن مسيرتها المهنية، فلسفتها التدريبية، وأفكارها التربوية عن الصحة واللياقة في ظل ظروف الحياة الفلسطينية.

ولدت علوان في ألمانيا ونشأت هناك قبل أن تعود مع العائلة إلى سنجل، حيث استقرت بعد زواجها. بدأت الرياضة كهواية مع قريبها المهتم بكمال الأجسام، ثم تحولت إلى مهنة بعد أن شعرت بالرغبة في مساعدة الآخرين على تحسين لياقتهم وصحتهم.

عملت لسنوات في عدة نوادٍ محلية، وتدرّجت من حصص اللياقة على الأجهزة إلى تدريب بطّالين في مسابقات البودي بيلدينغ، كما شغلت مناصب تدريب طويلة الأمد في أندية مثل "أكسجين" و"سولوجيم".

منهج التدريب واهتماماتها

تؤكد علوان أن تمارين المقاومة وبناء الكتلة العضلية هي العمود الفقري لصحة طويلة الأمد، وأن العضلات ليست للظهور فقط بل لضمان جودة حياة أكبر في الشيخوخة (الاستقلالية، القدرة على الحركة، تقليل الاعتماد على الآخرين).

وتنصح ببدء برنامج مدعوم بتدريب شخصي خلال الأشهر الأولى لمن لم يسبق لهم التمرّن لتعلّم الحركات السليمة وتجنّب الإصابات، ثم الانتقال إلى حصص جماعية أو برنامج ذاتي.

التغذية: عقلية التوازن ولا مكان للأحكام المطلقة

وتتعاون علوان مع أخصائية تغذية وتؤكد أن كل جسم يختلف عن الآخر؛ لذلك لا توجد "قواعد واحدة تناسب الجميع". هي نفسها اتبعت في فترة ما نظاماً كارنيفور (تركيز على اللحوم والبيض) ونجح معها لشهور محددة، لكنها تؤكد أن مثل هذه الأنظمة ليست ملائمة للجميع دون متابعة متخصصة.

وتؤكد أن "الكمية" ومكونات الوجبة أهم من مجرد وسمها بـ "صحي"؛ فصحن سلطة قد يصبح عالي السعرات إذا ضُمّت إليه مكونات دسمة بكميات كبيرة. وقد عبرت عن موقفها الحازم تجاه السكر: تعتبره مادة إدمانية وتمدح من يقدرون على قطعه من النظام الغذائي.

السوشال ميديا ورسالة التوعية

واستثمرت علوان منصات التواصل لبث رسائل بسيطة وعملية: وصفات سريعة، تمارين منزلية، تحفيز للاستمرارية، ونصائح تناسب ظروف الفلسطينيين (انقطاع طرق، أعباء يومية، قيود نقل). هدفها الأساسي أن تجعل الرياضة والطبخ الصحي أموراً قابلة للتطبيق في الحياة اليومية لا رفاهية شديدة التكلفة أو الوقت.

ودعت إلى إشراك الأطفال في الحركة (سباحة، رقص، ألعاب) لقطع دائرة الخمول المبكر، وتشجع إشراك كبار السن بالأنشطة المناسبة حفاظاً على كتلتهم العضلية، كما تركز بشكل خاص على دعم النساء لبناء كتلة عضلية بعد الثلاثين والأربعين للحفاظ على صحة أفضل.

وقدّمت علوان بعض النصائح العملية للمتابعين:

- ابدأ بخطوات صغيرة وثابتة: 30–60 دقيقة يومياً أو 3–4 حصص أسبوعياً.

- إذا كنت جديداً على التدريب فاستثمر شهرين مع مدرب شخصي لتعلّم التقنية.

- ركّز على التوازن بين البروتين والكربوهيدرات والدهون، وراقب الكميات لا تسقط في فخ «الصحن الصحي عالي السعرات».

- الحركة المنزلية ممكنة وبسيطة: مشي، بيلاتس، يوغا، أو تمارين وزن جسم بسيطة.

- تجنّب السكر المضاف إن أمكن؛ اعتبره مادة إدمانية تُستبدل بالفواكه أو العسل باعتدال.

وتعتبر سناء علوان من الوجوه المؤثرة محلياً في نشر ثقافة الوعي الصحي واللياقة كجزء من نمط حياة متوازن. رسالتها عملية ومتناولة: ليس المطلوب التربيع على قوانين دايت صارمة بقدر ما هو مطلوب بناء عادات صحية مستمرة تضمن جودة حياة أفضل اليوم وغداً.