أكثر من 100 منشأة دُمرت
خاص | الاحتلال يتعمد خنق الحياة التجارية في الرماضين والظاهرية
في واحدة من أكثر المناطق التجارية حيوية في جنوب الضفة الغربية، تتعرض بلدة الرماضين ومحيطها المشترك مع مدينة الظاهرية لسياسة تضييق ممنهجة تستهدف قطع شريان الحياة الاقتصادي للمنطقة، من خلال هدم المنشآت، إغلاق الطرق، حفر الخنادق، ومنع وصول البضائع والمواطنين.
وقال أنيس زغارنة، مدير عام بلدية الرماضين جنوب الخليل، إن ما تقوم به قوات الاحتلال امتداد لإجراءات تهدف إلى النيل من عزيمة المواطنين وزعزعة صموده، وما يجري هو سياسة خنق اقتصادي حقيقي.
وأوضح زغارنة في حديث لشبكة رايـــة الإعلامية، أن هذه السياسة بدأت بالتصعيد بشكل واضح منذ نهاية العام 2024، حيث تم توزيع مئات الإخطارات بين وقف بناء، إزالة تعديات، وهدم مباشر، مشيراً إلى أن أكثر من 100 منشأة تجارية تم هدمها فعلياً حتى الآن.
ومن بين أبرز الممارسات التي أشار إليها زغارنة:
- إغلاق البوابة الرئيسية التي تربط الرماضين بالداخل المحتل، وهي المنفذ التجاري الرئيسي مع النقب.
- حفر خندقين بطول 2 كم وعمق يصل إلى مترين، على جانبي الشارع، مما عزل المنطقة تماماً.
- منع أصحاب المحال من الوصول لمحلاتهم أو تفريغ بضائعهم.
- شلل شبه تام في الحركة التجارية نتيجة الانقطاع التام عن خطوط التوزيع والزبائن.
منطقة تجارية كاملة على حافة الانهيار
وأكد زغارنة أن المنطقة المستهدفة هي منطقة تجارية مترامية الأطراف تمتد من مدخل الرماضين حتى بوابة الظاهرية، وتحتوي على مئات المحال التجارية المتنوعة (تموينية، كراجات، مغاسل، قطع سيارات، زراعية).
كما تحتوي المنطقة المستهدفة على خدمات أساسية للزوار من النقب والداخل الفلسطيني، ومسافة تجارية بطول 5 كم على جانبي الطريق، وقال زغارنة إن هذا الشارع كان يخدم آلاف الزوار يومياً واليوم هو شارع مهجور".
خسائر بالملايين وارتفاع في نسب البطالة
وأشار زغارنة إلى أن تقديرات الخسائر المباشرة تصل إلى ملايين الشواقل، فضلاً عن ارتفاع كبير في نسبة البطالة بعد تعطّل أصحاب المحال والعاملين فيها، وتلف البضائع بسبب إغلاق المحال لأسابيع متتالية، وتدهور شامل في الحركة الاقتصادية ليس فقط في الرماضين، بل أيضاً في الظاهرية والبلدات المجاورة.
وحول دور البلدية في التصدي لهذه السياسة، أوضح زغارنة: "تواصلنا مع مؤسسة سانت إيف وهيئة مقاومة الجدار، وبعض الملفات تم قبولها جزئياً في المحاكم، لكن الهدم مستمر."
كما أشار إلى استمرار التنسيق مع الارتباط الفلسطيني للمطالبة بإعادة فتح البوابة الرئيسية التي إن فُتحت "ستعيد شريان الحياة للمنطقة"، وفق قوله.
وناشد زغارنة الجهات الرسمية والحقوقية قائلا: "هذه المنطقة ليست فقط مركزاً اقتصادياً، بل متنفسًا لمئات العائلات… المطلوب الآن تحرك سريع وحقيقي قبل أن تنهار بشكل كامل."