خاص| أزمة مياه خانقة في الأغوار... المستوطنات ترتوي والمزارعون يحتضرون عطشًا
في مشهد يتكرر منذ عقود لكن بخطورة متزايدة، تتصاعد أزمة المياه في مناطق الأغوار الفلسطينية، وسط تجفيف ممنهج للينابيع، ومنع تنقل صهاريج المياه، واستمرار استيلاء الاحتلال والمستوطنين على مصادر المياه الحيوية، ما يهدد بفقدان مقومات الحياة والبقاء للمزارعين والرعاة الفلسطينيين، ويهدد السلة الغذائية لفلسطين.
أكد رئيس جمعية خليليا للأغوار أيمن غريب في حديث خاص لــ"رايــة" أن أزمة المياه في الأغوار ليست وليدة اللحظة، بل هي "حرب وجود وليست مجرد شح مياه"، مشيرًا إلى أن السيطرة على المياه كانت وما زالت أحد أوجه الصراع مع الاحتلال، والذي تعمد تحويل مجرى نهر الأردن وتجفيف الينابيع الفلسطينية.
وأوضح غريب أن الاحتلال يعمد إلى منع صهاريج المياه من التنقل، وتجفيف شلال العوجا، وتحويل مياه عين الساكوت بالكامل إلى الداخل المحتل، إضافة إلى السيطرة على الآبار الارتوازية وتجفيفها، وتحويلها لاستخدامات المستوطنين.
وأضاف: "اليوم هناك استغلال كامل للفترة الحالية من الإغلاق والتضييق، حيث يجري الاحتلال تجريف أراضٍ ووضع اليد عليها بشكل ممنهج، في ظل انعدام تام للمياه".
وتابع: "نقل المياه يتم من أماكن بعيدة وبصعوبة، وبعض الصهاريج ترفض الدخول للقرى بسبب سياسة المنع والضغط. أجرينا تواصلًا مع الجهات المختصة، وتم منح بعض التراخيص لتخفيف الأزمة، لكننا بحاجة إلى أكثر من حلول ترقيعية، نحن نواجه سياسة ترحيل بطيئة."
وشدد على أن شركات إسرائيلية مثل "مكوروت" تستولي على المياه وتوصلها للمستوطنات بسهولة، في حين يُمنع الفلسطينيون من حفر أو ترخيص الآبار، حيث أن لجنة المياه المشتركة التي أُنشئت بموجب اتفاق أوسلو لم تجتمع سوى ثلاث مرات في 30 عامًا.
