الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:06 AM
الظهر 12:45 PM
العصر 4:25 PM
المغرب 7:52 PM
العشاء 9:23 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| الاحتلال يُسرّع هندسة الضفة ديمغرافيًا وجغرافيًا.. وتكامل أدوار بين الجيش والمستوطنين

في ظل انشغال العالم بالحرب على قطاع غزة، تصعّد إسرائيل من خطواتها لتكريس واقع جديد في الضفة الغربية، يقوم على طرد الفلسطينيين وإحكام السيطرة الاستيطانية، في إطار سياسة موازية تستهدف إعادة هندسة الضفة الغربية بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية ومشروعها الاستيطاني طويل الأمد.

قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي في حديث خاص لــ"رايــة"، إن إسرائيل استغلت أحداث السابع من أكتوبر لإعادة ترسيم الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة، ولكنها بالتوازي تسرّع من خطواتها لإعادة هندسة الضفة الغربية بما يتلاءم مع مصالحها ومصالح المستوطنين.

وأوضح أن الاحتلال كان يعمل على هذا المسار منذ عام 2014، لكن ببطء وبوجود مقاومة فلسطينية قادرة على الصمود والمواجهة. إلا أن وتيرة الخطوات تسارعت بعد السابع من أكتوبر، مدفوعة برغبة إسرائيل في استغلال الوقت قبل توقف الحرب وتحول الأنظار مجددًا نحو الضفة.

وأشار الهندي إلى أن هناك تكامل أدوار واضح بين المستوطنين وجيش الاحتلال، حيث يقوم المستوطنون بطرد الفلسطينيين من مناطق "C"، وتعمل المؤسسة الأمنية والعسكرية على تثبيت هذا الواقع، بما يقود في نهاية المطاف إلى خلق معازل فلسطينية وقيادات بديلة عن السلطة الوطنية.

وأضاف: "الهدف الأساسي من هذه السياسة هو خلق معازل ديموغرافية وجغرافية للفلسطينيين تؤدي لاحقًا إلى أزمات سياسية واجتماعية، تبدأ منها موجات هجرة طوعية خارج الضفة، كما حدث سابقًا في القدس".

وفيما يتعلق بدور المستوطنين، أشار الهندي إلى أن عشرات البؤر الاستيطانية الرعوية ظهرت في السنوات الأخيرة، حيث يقوم مستوطن بجلب أغنام (بعضها مسروق من الفلسطينيين) وينصب خيمة، فيبدأ بتثبيت وجود استيطاني.

وبيّن أن هذه البؤر تحظى بدعم مباشر من مؤسسات حكومية إسرائيلية، بما فيها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الدفاع، ومكتب رئيس الوزراء، ويُرصد لها ميزانيات ضخمة.

وذكر مقولة لقائد مستوطنين يُدعى "زمبيش" قال فيها إن "الاستيطان الرعوي نجح في السيطرة على مساحات من الضفة أكثر من تلك التي فرضتها المستوطنات التقليدية".

واعتبر الهندي أن هذه التحركات تسعى لتجميع الفلسطينيين في مناطق محددة، ما يتيح لاحقًا لإسرائيل اتخاذ قرارات نهائية تخدم مشروعها، لكنه شدد على أن "كل محاولات إسرائيل لطرد الفلسطينيين منذ عام 1967 فشلت، وما فشلت فيه سابقًا ستفشل فيه اليوم، رغم أن الواقع سيكون أصعب".

وحول الهجمات الأخيرة بين بلدتي سنجل والمزرعة الشرقية، قال الهندي: "هؤلاء المستوطنون هم نحو 25 ألف شخص، معظمهم منتمون لجمعيات متطرفة كانت تُعرف سابقًا بالتنظيمات الإرهابية، وتحوّلت بعد 2014 إلى ما يُسمى بالجمعيات الخيرية".

وأضاف أن هذه الجمعيات تتلقى دعمًا من الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة، وتضم خليطًا من المتطرفين، منهم أبناء قادة مستوطنين، ومتدينين، وحتى من متعاطي المخدرات، لكنهم جميعًا يجتمعون على هدف واحد: طرد الفلسطينيين.

وأوضح أن عدد هذه الجمعيات يصل إلى نحو 4000-5000 جمعية، وكل واحدة تضم عشرات الأعضاء، وتحظى بدعم حتى من مؤسسات أكاديمية كجامعة أريئيل التي تُقدّم تسهيلات للطلاب المتطوعين فيها.

وختم حديثه بالتأكيد على أن السياسات الإسرائيلية الراهنة تهدف لإخراج الفلسطينيين من أرضهم بالقوة أو بفعل الظروف الصعبة، لكن الشعب الفلسطيني، كما قال، "تعود على الصعوبات وليس على الرخاء".

Loading...